في تطور رائع ومبهج، وصلت أولى رحلات المستفيدين من مبادرة \”طريق مكة\” إلى الأراضي المقدسة، حاملةً معها الأمل والتفاؤل وعبق المسيرة التي انطلقت من إندونيسيا الى أرض الأحرار. تلك الرحلة الباهرة التي أبصرت النور اليوم في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بمنطقة المدينة المنورة، تشكلت بهمسات الحب والسلام بين شعوب العالم، وذلك بفضل هذه المبادرة الرائعة والفريدة من نوعها.

المبادرة التي أطلقتها وزارة الداخلية في إطار برنامج خدمة ضيوف الرحمن، كجزء لا يتجزأ من رؤية السعودية 2030، تمثل حلاً مبتكراً يجمع بين العبور السلس والتسهيلات الرائعة، وتضمن إنجاز الإجراءات اللازمة لضيوف الرحمن في بلدانهم بسهولة ويسر. فقد جاءت هذه المبادرة لتكون السفير الفعّال بين أرجاء العالم، تختزل في جوانبها الفريدة المسافات الطويلة والصعاب التي كانت تواجهها تلك الروحانيات القادمة من شتى بقاع الأرض.

وتُعد مطار سوكارنو هاتا الدولي في جاكرتا البوابة الأولى لرحلة النور والبركة التي يخوضها الحجاج والمعتمرون، حيث تبدأ رحلتهم بإصدار التأشيرة الإلكترونية واستخراج الخصائص الحيوية، ممهدةً بذلك الطريق نحو المملكة العربية السعودية. وتتمثل أهمية هذا المطار في تسهيل وتنظيم عملية السفر، والتأكيد على سلامة وسلامة ضيوف الرحمن، حيث يتم الاحتفاظ ببياناتهم ومعلوماتهم الضرورية ليتمكنوا من المرور السريع والآمن في كافة مراحل رحلتهم.

وبعد انتهاء إجراءات الجوازات في مطار مغادرتهم، يتم استقبال الضيوف الكرام في المملكة العربية السعودية بألفت الضحكات وأزهار الأمل. ينتقل الحجاج والمعتمرون مباشرة إلى حافلات مخصصة تقلّهم إلى مقرات إقامتهم المباركة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بفضل الجهود الحثيثة التي تبذلها الجهات الخدمية في المملكة لتحقيق السهولة واليسر للضيوف الكرام.

وكونها مبادرة ذات طابع إنساني عالي، فإنها لا تقتصر فقط على توفير وسائل النقل الفعّالة، بل تشمل أيضًا ترميز وفرز الأمتعة بما يتوافق مع ترتيبات النقل الداخلي، وضمان راحة وسكينة الضيوف الكرام في فترة إقامتهم المباركة. فالجهود المبذولة لتنظيم سفر الحجاج والمعتمرين تعكس التزام المملكة بتحقيق أعلى مستويات الخدمة والرعاية، بهدف تسهيل رحلة الحج والعمرة وجعلها تجربة لا تنسى لكل من يحظى بالفرصة العظيمة لزيارة البقاع المقدسة.

إن مبادرة \”طريق مكة\” تعتبر بمثابة روح جديدة تنبض بالحياة والأمل، تمتزج فيها أصداء الأمم وانفتاح القلوب، فهي تعكس تواصل الأمم وترسخ الروابط الإنسانية التي تجمع بين شعوب العالم. إنها رسالة محبة وتسامح، تتجاوز حدود اللغة والثقافة، وتدعونا جميعًا إلى التعاون والتفاهم العالمي لتحقيق السلام والرخاء.

باستضافة ضيوف الرحمن بكل حفاوة واحترام، تؤكد المملكة العربية السعودية أن الحج والعمرة هما مناسك عظيمة تتجاوز الأفراد والأمم، وتعبّر عن وحدة الإنسانية وروح التسامح والتضامن. ومن خلال مبادرة \”طريق مكة\”، نؤكد أن العالم بأسره يمكن أن يتجمع ليصنع تاريخًا جديدًا من المحبة والسلام، وأن الروح الإنسانية ليست مقيدة بأية حدود.

فلنحتفل بتلك البادرة الرائعة ونبني جسرًا من الأمل والمحبة، لتكون رحلة ضيوف الرحمن إلى البقاع المقدسة رحلةً لا تُنسى وتجربة تترك أثرًا إيجابيًا في قلوبنا وفي مسارات التاريخ. فلنجمع أيدينا ونوحد جهودنا لتحقيق رؤية سعودية 2030، والتي تعد بمستقبل أفضل لنا جميعًا، بناءً على قيم التعاون والتسامح والتنمية الشاملة.