التسمم بالماء، أسبابه وأعراضه ومخاطره

يُعتبر الماء أساس الحياة، ولكن شرب كمياتٍ كبيرةٍ منه قد يُؤدّي إلى حالةٍ خطيرةٍ تُسمّى “التسمم بالماء”. في هذا المقال، سنُبحّر في رحلةٍ لفهم التسمم بالماء، وسنُسلّط الضوء على أسبابه وأعراضه ومخاطره، وأنّه قدّم لك بعض النصائح المفيدة لمنع حدوثه.

ما هو التسمم بالماء؟

يحدث التسمم بالماء عندما يشرب الشخص كمياتٍ كبيرةٍ من الماء في وقتٍ قصيرٍ، مما يُؤدّي إلى اختلال توازن السوائل والمعادن في الجسم، خاصةً الصوديوم، وذلك لأنّ الماء يُخفّف تركيز الصوديوم في الدم بشكلٍ كبيرٍ.

أسباب التسمم بالماء:

هناك العديد من العوامل التي تُساهم في حدوث التسمم بالماء، ومن أهمّها:

• شرب كمياتٍ كبيرةٍ من الماء في وقتٍ قصيرٍ: يُمكن أن يحدث التسمم بالماء عند شرب كميةٍ كبيرةٍ من الماء في وقتٍ قصيرٍ، خاصةً خلال ممارسة الرياضة أو في الطقس الحارّ.
• الرياضات التي تتطلب شرب كمياتٍ كبيرةٍ من الماء: بعض الرياضات، مثل الماراثون، تتطلب شرب كمياتٍ كبيرةٍ من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم. ولكن يجب شرب الماء بكمياتٍ معتدلةٍ وتجنب الإفراط.
• بعض الحالات الطبية: بعض الحالات الطبية، مثل داء السكري الكلوي، تُؤدّي إلى احتباس الماء في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بالتسمم بالماء.
• بعض الأدوية: بعض الأدوية، مثل مدرّات البول، تُؤدّي إلى فقدان الجسم للصوديوم، مما يزيد من خطر الإصابة بالتسمم بالماء.

أعراض التسمم بالماء:

تظهر أعراض التسمم بالماء بشكلٍ تدريجيٍّ، ومن أهمّها:

• الغثيان والقيء: قد يُعاني الشخص من الغثيان والقيء بسبب اختلال توازن السوائل والمعادن في الجسم.
• الصداع: يُعدّ الصداع من الأعراض الشائعة للتسمم بالماء، وذلك بسبب زيادة ضغط الماء على الدماغ.
• الارتباك والتغيرات العقلية: قد يُعاني الشخص من الارتباك والتغيرات العقلية، مثل النوبات التشنجية أو الغيبوبة، في الحالات الشديدة من التسمم بالماء.
• تورّم اليدين والقدمين: قد يُلاحظ الشخص تورّم اليدين والقدمين بسبب احتباس الماء في الجسم.

مخاطر التسمم بالماء:

يمكن أن يُؤدّي التسمم بالماء إلى العديد من المخاطر الصحية الخطيرة، ومن أهمّها:

• نقص الصوديوم: يُؤدّي نقص الصوديوم في الدم إلى خللٍ في وظائف الجسم، مثل وظائف القلب والدماغ والعضلات.
• تورّم الدماغ: قد يُؤدّي تراكم الماء في الدماغ إلى تورّمه، مما قد يُؤدّي إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ، مثل النوبات التشنجية أو الغيبوبة.
• الموت: في الحالات الشديدة من التسمم بالماء، يمكن أن يُؤدّي إلى الموت.

الوقاية من التسمم بالماء:

يُمكن الوقاية من التسمم بالماء من خلال اتباع بعض الخطوات البسيطة، منها:

• شرب الماء بانتظامٍ: جب شرب الماء بانتظامٍ على مدار اليوم، ولكن بكمياتٍ معتدلةٍ، وتجنب شرب كمياتٍ كبيرةٍ من الماء في وقتٍ قصيرٍ.
• الاستماع إلى جسدك: يجب الاستماع إلى جسدك وشرب الماء عندما تشعر بالعطش، وليس الاعتماد على شرب كمياتٍ محددةٍ من الماء في اليوم.
• مراقبة لون البول: يجب مراقبة لون البول، فإذا كان لونه فاتحًا أو أصفرًا شاحبًا، فهذا يعني أنّك تشرب كميةً كافيةً من الماء. وإذا كان لونه غامقًا، فهذا يعني أنّك بحاجةٍ إلى شرب المزيد من الماء.
• تجنب شرب الماء أثناء وبعد التمارين الرياضية الشاقة: يجب تجنب شرب كمياتٍ كبيرةٍ من الماء أثناء وبعد التمارين الرياضية الشاقة، وذلك لأنّ الجسم يفقد الماء والكهارل، ولكن يجب استبدالها بمشروبات رياضيةٍ تحتوي على الإلكتروليت.
• استشارة الطبيب: يجب استشارة الطبيب في حال وجود أيّ حالاتٍ طبيةٍ تُؤدّي إلى احتباس الماء في الجسم، أو في حال تناول أدويةٍ تُؤثّر على توازن السوائل والمعادن في الجسم.