يرتبط ذكر قصة يأجوج ومأجوج في الدين الإسلامي بعلامات يوم القيامة حيث لم يقتصر فقط ذكر قصة يأجوج ومأجوج في الإسلام بل وقد تم ذكره في الدين المسيحي اليهودي , ورغم ذلك فإن بعض من الأحداث الخيالية التي تم ذكرها وسمعنا عنها لا تخلوا من الصحة حيث أوضح الإسلام والسنة النبوية قصة يأجوج ومأجوج بصورتها الصحيحة والتي سوف نجيب عليها من خلال هذا المقال .
هل يأجوج ومأجوج من البشر ؟ :
بعض الأقاويل أكدت أن يأجوج ومأجوج ليسوا من البشر إلا أن الدين الإسلامي نفى ذلك من خلال التأكيد على أن يأجوج ومأجوج ينتمون إلى ذرية آدم .
من أين جاءوا ؟ :
يأجوج ومأجوج هم قبيلتان تعود إلى ولد يافث أبي الترك وهو إبن النبي نوح عليه السلام .
ما سبب تسميتهم بهذا الإسم ؟ :
قال محمد بن صالح العثيمين في سبب تسمية يأجوج ومأجوج بهذا الإسم حيث قال في شرح العقيدة السفارينية ( الأجيج، أي أجيج النّار، والنّار إذا اضطرمت اضطربت وصار لهَبُها يتداخل بعضه في بعض ) .
أما في صفحة 81 من كتاب حاشية الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية للكاتب عبدالرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي الحنبلي تقول عن تسمية يأجوج ومأجوج بهذا الإسم ( لكثرتهم وشدَّتهم، وقيل: من الأُجاج وهو الماء شديد المُلوحة. وقيل أيضا: اسمان أعْجَميّان، وقيل: “وهم لكثرتهم هكذا، وهم من ولد يافِث بن نوح باتّفاق النَسّابين ) .
إقرأ أيضا:طريقة الاذان الفجرأين تقع أرض يأجوج ومأجوج ؟ :
أما في اللغة العبرية فقد ذكر الإسم يأجوج ومأجوج وبهذا يكون دليلاً قوياً على أن أسمائهم ليست أعجميه لأن لأعجمية لا يتم إشتقاق منها في اللغة العربية , حيث أن النظرية الأولى تقول أنها تعتبر أخت العربية وذلك لأنها من اللغات السامية حيث أن ما في كلمة مأجوج تعني في اللغة في أو من بلاد , وبذلك فإن الجملة تكون ( جوج من بلاد جوج ) .
في حين أن النظرية الثانية تقول أن إسم مأجوج جاء بعد حذف حرف الواو في اللغة العبرية والتي كانت تسمى بإسم بابل .
وأخيراً فإن النظرية الثالثة تقول أن هذه التسمية تعود إلى الصينية حيث يتم إشتقاها من عبارة بمعني ( قارة شعب الخيل ) , وهي تعتبر من الشعوب التي تقع بجانب الصين في الشمال والغرب , هي النظرية قريبة بشكل كبير من نظرية الأدرني عدبالله شربحي الذي قال أن جمهورية قيرغيزستان وهي تقع بجانب الصين من الغرب ومن المتوقع أنها أرض ياجوج ومأجوج .
أما عن قصة رحلة الإسكندر ذي القرنين إلى البلاد التي يعيث فيها يأجوج ومأجوج فساداً حتى طلب الأهالي من ذي القرنين أن يقوم بتخليصهم منهم وبنى سد بين قبيلتي يأجوج ومأجوج وبين العالم الخارجي حيث قام بحبسهم فيها , قال عبدالله شربجي في كتابه (رحلة ذو القرنين إلى المشرق ) أن موقع يأجوج ومأجوج تقع في منطقة غرب قيرغيزستان وفي شرق أوزبكستان وذلك في مكان جبلي يقع على الحدود بين البلدين وذلك في آسيا الوسطى , وهي المنطقة التي يعيش فيها أهالي تركيا من الأوزبك والكازاخ (القزاق) والقيرغيز والتركمان والأيغور (غرب الصين) حيث يصل إلى آذربيجان وفي شمال غرب إيران و في تركيا.
إقرأ أيضا:قصة النبي محمد عليه السلامأما المكان الأصلي لسد ذي القرنين وذلك على حسب النظرية الخاصة بعبدالله شربجي التي تم توثيقها والتأكيد على كلامة من خلال الصور والخرائط أنهم يقعون في منطقة تفصل الشعبين الشقيقين القيرغيزي والأوزبكي في منطقة أقرب منها إلى شمال غرب الصين وذلك حسب النظريات التي أكدها .
أما عبدالله شربجي قال أن بحيرة إيسيك كول في قيرغيزستان هي ما سمى العين الحمئة التي تم ذكرها في قصة ذي القرنين لأنها على حسب الأقمار الصناعية فإنها تشبه شكل العين حيث تصب إليها الانور وبها ينابيع ساخنة وطين حيث تدعى في اللغة القيرغيزية البحيرة الساخنة ومن العجيب أن هذه البحيرة لا تتجمد حتى في درجات الحرارة المنخفضة والتي قد تصل إلى نحو 25 درجة مئوية تحت الصفر , وقد ذكر العديد من الباحثين ان هذه البحيرة يصب فيها نحو 118 نهراً وبها جدول كبير يسمى Djyrgalan” و”Tyup مع عدد من اليانبيع الساخنة وذلك تبعاً لما قالته موقع العربية نت.
وقد رجعت بعض الأقاويل على حسب ما تم نقله عبر الأقمار الصناعية لناسا أن التشابه بين الين الحمئة وأيسيك كول والتي تعتبر على شاكلة العين وذلك عن كتاب نقلاً عن كتاب رحلة ذو القرنين إلى المشرق , حيث يمكن النظر إلى البحرية مثل عين عملاقة وذلك من الفضاء الخارجي حيث أنها تتواجد بين سلاسل من الجبال المرتفعة حيث يطل عليها من الشمال جبال ترسكي آلاتاتو وتدعى المبتعدة عن الشمس أما الجبال التي تواجه الواجهة الشمسية تدعى كونجي آلاتاتو .
إقرأ أيضا:رخص الإفطار في رمضانليس هناك دليل قوي على أن قصة يأجوج ومأجوج على أنهم من شعوب آسيا الوسطى حيث ذكرت التفاصيل أن ذا القرنين قام ببناء سد على يأجوج ومأجوج حتى لا يتمكنوا من الخروج على البلاد الترك فيعيثون في الأرض فساداً .
ماهي العلامات التركيبية ليأجوج ومأجوج ؟ :
تحكي الروايات الأسلامية على أن العلامات التركيبية ليأجوج ومأجوج بأنهم عراض الوجوه وصغار العيون , وذلك على حسب نظرية الباحث القدير عبدالله شربجي , وذل من خلال قول أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي وهو من علماء الحديث النبوي (735 هـ – 1335 / 807 هـ – 1405) , وقد قام بتأليف كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد حيث قام بنقل ما قاله ورواه العالمين أحمد والطبراني وبعض رجالهم رجال الصحيح .
أما البوصيري فقد قال في إتحاف الخيرة والمهرة في المسانيد العشرة رجاله ثقات وذلك عن خالد بن عبدالله بن حرملة عن خالته قالت (خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب رأسه من لدغة عقرب فقال: “إنكم تقولون لا عدو! وإنكم لن تزالوا تقاتلون حتى يأتي يأجوج ومأجوج: عراض الوجوه، صغار العيون، صهب الشغاف ومن كل حدب ينسلون، كأن وجوههم المجان المطرقة ) , حيث أن معنى المجن هو الترس وهو تشبيه يطلق على وجوه يأجوج ومأجوج دليل على تدويرها وبسطتها وغلظتها ولحمها الكثير وهذا ما يطلق عليه المطرقة .
عند مقارنة الكلمات السابقة بما قيل في التسمية الصينية في قارة شعب الخيل (توجد الخيل بكثرة في آسيا الوسطى وخاصة في قيرغيزستان ) سنعود مرة أخرى إلى التأكيد على نظرية عبداللة شريجي والتي من الواضح أن هذه الصفات تخص شعب آسيا الوسطى .
نظرية سلام الترجمان عن البحث عن يأجوج ومأجوج :
أما عن القصة الشهيرة التي قام بها سلام الترجمان وذلك بأمر من الواثق بالله الخليفة العباسي الذي رأي حلماً إنفتح فيه السد الذي بناه ذي القرنين لحبس يأجوج ومأجوج فأرسل سلمان الترجمان من أجل البحث عن المكان و الحؤول دون خروج يأجوج ومأجوج وقد بدأ رحلته في شمال آسيا للبحث عن المكان .
أما عن صحة القصة فإن الأدريسي فقد قال في كتابه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ) وابن خرداذبه في كتابه ( المسالك والممالك) أن هذه القصة فهي من ناحية التاريخ فهي حقيقية وذلك على حسب المستشرق دي خويه وقد أيدة في تلك الرواية توماشك وهو خبير في الجغرافي التاريخية .
في حين أن فاسيلييف وهو عالم في البيزنطيات أكد من قيل عن رحلة سلام الترجمان بأمر من الخليفة العباسي بشأن منع ياجوج ومأجوج من الخروج من سد مأرب وهناك العديد من المصادر التي تثبت صحة هذه الرواية .