هو كعب بن زهير بن أبي سلمى بن ربيعة بن رياح بن قرة بن الحارث بن مازن بن ثعلبة بن ثور بن هذمة بن لاظم بن عثمان بن مزينة بن إد بن طابخة بن إلياس بن نصر بن نزار بن معد بن عدنان المذني، أبوه زهير من قبيلة مزينة من معز أحد قبائل مضر وهو صاحب إحدى المعلقات السبع.
ويعتبر كعب بن زهير واحداً من أهم الشعراء المخضرمين الذين عرفهم العرب، وقد كان من الشعراء المشهورين في الجاهلية، وقد عاش في عصرين مختلفين فقد عاصر فترة ما قبل الإسلام، وفترة صدر الإسلام، ورث الشعر عن والده، وقد أهدر دمه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وسبب ذلك أن أخوه بجير لحق بركب الذين آمنوا بسيدنا محمد وخرجوا عن دين آبائهم فما كان منه إلا أن هجا أخاه هذا، فرد عليه بجير وطالبه بإتباع طريق الهدى لينجى بنفسه من نار جهنم، لكنه عاند وظل على وثنيته، ومن شدة غضبه من فعل أخيه هجا الرسول أيضاً ولم يكتفي بهذا بل أخذ يذم في نساء المسلمين، لكنه أدرك فيما بعد فداحة ما فعل فأقبل إلى النبي سائلاً إياه العفو والصفح فعفا عنه صلى الله عليه وسلم وأنشد قصيدته المشهورة (بانت سعاد) وخلع عليه النبي الكريم بردته فسميت قصيدته بـ (البردة)، ودخل كعب في دين الله تعالى.
إقرأ أيضا:طريقة الصلاةثم حسن إسلامه وأخذ يصدر شعره عن حكم ومواعظ من القرآن الكريم، وظهرت تلك المعاني الإسلامية في شعره من أن الله هو الرازق لعباده وغيرها كثير.
حياته:
يعتبر كعب بن زهير من عائلة شعرية ممتازة بدءاً من أبوه الشاعر الكبير زهير بن أبي سلمى، وأخوه بجير بن زهير، وابنه عقبه، وحفيده العوام، كلهم شعراء أفذاذ، أما أبوه فكان له دوراً كبيراً في تعلمه الشعر هو وأخيه، فقد كان زهير يلقنهم الشعر ويحفظه لهم باستمرار، ولقد كانت شهرته قبل الإسلام أكثر من شهرة الشاعر الخطيئة، وفى صغره حاول أن يقول الشعر ولكن أبوه منعاً خوفاً من أن ينظم شعراً ضعيفاً فيضيع بذلك تاريخ الأسرة المجيد بأكمله، استمر والده بتعليمه الشعر حتى صار قادراً على أن ينظم الشعر بالشكل الصحيح والمطلوب حتى ولاه استكمال المسيرة الشعرية للعائلة.
شعره:
من أشهر الأشعار التي نظمها كعب بن زهير تلك القصيدة التي قالها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعجب بها الرسول الكريم والتي تسمى (بانت سعاد) وقد شرقت وغربت لشدة جمالها، ولقد نظم زهير إلى جانب رائعته هذه قصائد شعرية كثيرة جداً ومتنوعة جداً جمعها كلها في ديوان يحمل اسمه، ولقد نوع في مواضيع أشعاره بين الهجاء والمدح والتفاخر والرثاء والغزل والحكم، تماماً كباقي الأشعار الجاهلية ولكن هناك من يقول أنه شعره اختلف بعد أن أسلم فقد اتصف شعره بعد إسلامه بالرقة أميل لشعر الحكم، أما قبل إسلامه فاتصف شعره بالشدة، كذلك حاول كعب بن زهير الابتعاد بقدر الإمكان عن موضوعات الشعر الجاهلي.
إقرأ أيضا:ما وراء قصة قابيل وهابيل
بانت سعاد:
قصيدة (بانت سعاد) والتي تُسمى أيضاً بـ (البردة) تعد من المشوبات وهي لامية من البحر البسيط، لا تتجاوز أبياتها الثمانية والخمسون بيتاً وقد صار لها شهرة واسعة وقد تناولها العلماء بالتفسير والشرح، أقسام هذه القصيدة ثلاثة أقسام توطئة غزلية على عادة الشعراء الأقدمين هذا قسم منها، أما القسم الثاني فيها فهو وصف الناقة التي تبلغ بالشاعر إلى محبوبته، أما القسم الثالث والأخير ففيه اعتذار ومدح للنبي محمد والمهاجرين.
إقرأ أيضا:قصة الانبياء العربوالذين شرحوا قصيدة بانت سعاد فكثيرون منهم ابن دريد وابن هشام والباجوري والسيوطي، وقد تم طباعتها مرات كثيرة فتارة طُبعت منفردة وتارة أخرى طُبعت في مجامع أدبية، وتم ترجمتها إلى لغات كثيرة.
أخيراً يعتبر كعب بن زهير من الشعراء الذين تركوا ورائهم بصمة واضحة سواء في الجاهلية أو في عصر الإسلام في الشعر العربي، تواترت أشعاره وحفظت حتى يومنا هذا.