صائمة بارفين، ذات 26 عاما وزوجها محمد، البالغ من العمر 35 عاما، يعيشان في برادفورد. ولد طفلهما الأول قيس، البالغ الآن من عمره سنتين ونصف، عندما كانتصائمة في 25 أسبوعا من الحمل.
صائمة مع الطفل قيس، ‘حمله لأول مرة كان مذهلا، ولا يتغلب على تلك اللحظة شيء آخر”.
“في أغسطس 2010م، بعد أربعة أسابيع من تمام زواجنا، اكتشفت أنني حامل. كنت سعيدة للغاية، وشعرت بالذهول لوجود هذه النفس الصغيرة بداخلي. عندما رأينا الطفل على الشاشة خلال المسح الضوئي الأول، بدا لنا أن حلمنا يصبح حقيقة واقعة. وكلانا راح يبكي.
“شعرت براحة وطيب في ذلك الوقت، مع غثيان طفيف جدا فقط، ولكن في 18 و 20 أسبوعا حصل معي بعض النزيف. كان ذلك مخيفا جدا ولكن الأطباء لم يتمكنوا من العثور على السبب. وتم إجراء المسح الضوئي لي، وسألت عما إذا كان من الممكن لهم إخباري عن جنس الجنين –كان صبيا. ثم في الإسبوع 24، نزفت الدم مرة أخرى فأسرعنا الى المستشفى وكنت هناك لمدة ثلاثة أيام، بعد أن تم حقن الستيرويد للتأكد من أن رئتي الطفل بصحة جيدة بما يكفي للتنفس إذا ولد. كان الأمر مخيفا جدا”.
الدخول في المخاض
“عندما وصلنا الى البيت كنت خائفة جداًحتى لم أكن استطيع ان أمشي – كنت قلقة من أن التحرك قد يجعل يسبب النزف مرة أخرى، ولكن الأمور كانت جيدة في البداية، ثم بعد ثلاثة أيام من العودة إلى المنزل، استيقظت يوماً ووجدت الدم ينزف، وكان الوقت 6:30 يوم الأحد.”
إقرأ أيضا:أزمة منتصف العمر عند الرجال – Male mid-life crisis“وفي المستشفى سألتني الممرضة هل كنت أشعر بأي ألم، و كان هناك ألم بالفعل. ثم سألت هل كان الألم في كل 10 دقيقة أو نحو ذلك، و كان كذلك. ولم أكن أدرك أن الآلام يمكن أن تكون تقلصات، لم يخطر ذلك في بالي ثم أخبروني أن المهبل يتوسع لدي بـ 9 سنتمتر -. لقد كانت المفاجأة. لم أكن أريد أن ألد طفلي بعد، ولم أكن مستعدة للأمر.كنت أنا ومحمد خائفين وكنت أعرف أنه في 25 أسبوعا يكون طفلي على حافة البقاء على قيد الحياة إذا ولد.
“أردت فقط أن أذهب إلى المنزل وأن أبقى حاملا. وكنت أعرف أنه لم يكن من المفترض ولادة طفل حينها، اضطجعت وقلت لم أكن أشعر بأي تقلصات. أعتقد أنني كنت آمل أن كل هذا يتوقف إذا تظاهرت أنه لا يحدث. وسرعان ما أصبح المخاض بعد ذلك أكثر إيلاما. وكنت أبكي طوال ذلك الوقت قائلة أنني أريد العودة إلى المنزل، ثم في 1:15 بعد الظهر ولد طفلي. كان وزنه 760 غرام–أي حوالي 1 باوند و أونصة”.
الولادة
“أخذوه على الفور، كان هناك حوالي 10 أطباء وممرضات حوله، وكنت خائفة جداً. قبلني محمد، وقال” شكراً لك على إعطائي مثل هذا الطفل الجميل”. لم أتمكن من القاء سوى نظرة سريعة على الطفل قبل أن يأخذوه إلى وحدة رعاية الأطفال حديثي الولادة – أتذكر أنه سلّط عليه ضوء هناك، و كان هناك الكثير من الأنابيب والأسلاك. وكان صغيراً للغاية وسميناه قيس. و لم يكن يستطيع التنفس وحده فوضعوه على جهاز التنفس الصناعي.”
إقرأ أيضا:أسهل طريقة لحساب موعد الولادة بالهجري“جاء والدي لرؤيتنا ولكن لم أكن أريد أن أتحدث إلى أي شخص. كل ما كنت أريد القيام به هوأن أرى قيس. وفي الساعة الخامسة مساء قال لنا المستشار في المستشفى انهم يواجهون صعوبة في التوصل الى حالة مستقرة لطفلنا، فسادني هذا الخبر باليأس. وأصبحت مكروبة وضاق صدري”.
رؤية طفلنا
“عندما رأيت قيس للمرة الأولى، في وحدة حديثي الولادة في 7:00 مساء، بكيت وبكيت كثيراً فقد كان صغيراً جداً وهشاً. أحسست بالخدر، ولكن في نفس الوقت كنت أعرف أنني مستعدة لفعل أي شيء للتأكد من أنه على قيد الحياة. ولم يسمح لي بحمله لأنه كان على جهاز التنفس الصناعي، و كان ذلك صعباً للغاية. وكان جلده يبدو رقيقا وشفافاً تقريباً، وكان صغيراً جداً. و أحسست باني عاجزة.”
“عندما خرج عن جهاز التنفس الصناعي بعد أسبوع، و تمكنت من حمله لأول مرة وفق طريقة يسمونها رعاية الكنغر، لأنك تضعين طفلك مباشرة على جلدك. إن ذلك يساعدك على التواصل، ويساعد على تنظيم درجة حرارة طفلك، وعندما فعلت ذلك لأول مرة شعرت كما لو كان كل شيء كان على ما يرام، و كل شيء يسير وفق الطريقة التي كان مخطط لها. لا شيء آخر يهم، فأنت الآن أم. وكان هذا أفضل شعور، وحتى الآن، لا شيء يمكن أن يتغلب على إحساس تلك اللحظة، كان أمرا مدهشا”.
إقرأ أيضا:أعراض أمراض القلبالعناية به في المستشفى
“قبل أن أحمل قيس بين يدي كنت في بعض الأحيان أغضب من الممرضات، ولكن اتضح لي فيما بعد أنه لم يكن غضباً، بل كان غيرة. كنت أريد أن ألمس طفلي ولكن لم يكن يسمح لي، بينما كنّ يلمسنه. وسرعان ما بدأت اشترك في كل شيء -. تغذيته وغسله، كان الأمر مخيفا لأنه كان هشاً جداً، ولكنني أيضا كنت أشعر بالفخر أثناء فعل ذلك. كنت أدرحليب الأم حتى نتمكن من إطعامه من خلال أنابيب التغذية.”
“وكان التحدث مع الآباء الآخرين في وحدة الرعاية بحديثي الولادة أكبر مساعدة بالنسبة لي. إنهم الناس الوحيدون الذي يستطيعون أن يدركوا ما نمر به. وعندما تم نقل الدم لقيس لأول مرة بكيت، ولكن التحدث مع الآباء الآخرين جعلني أدرك أنه كان إجراء شائعاً ولم يكن أمر يدعوللقلق. كان ذلك دعماً كبيراً لنا”.
الرجوع إلى المنزل
“بقي قيس في المستشفى لمدة أربعة أشهر. وخلال ذلك الوقت، كنا نبقى هناك حتى منتصف الليل ومن ثم نرجع في 6:00 صباحاً. ومع مرور الأسابيع بدأنا بالتفاؤل، ولكن الأطباء قالوا لنا إن قيس لا يزال بحاجة إلى الكثير من الرعاية الخاصة، و أن نأخذ كل يوم بيومه.”
“وأخيرا، رجع قيس إلى المنزل في 7 أيار / مايو، 2010، بعد يومين من موعد ولادته الأساسية. وكان ذلك أفضل لحظة في حياتنا – قمنا بحمله للمرة الأولى لوحدنا. كنا عائلة صغيرة نراه كما كنا نتصور، متمدداً في مهده. قضيت المساء كله في البكاء، وكنت سعيدة جداً”.
صبينا الصغير
“يبلغ قيس الآن سنتان ونصف من العمر، وهو مشاكس ومؤنس. ولقد حصل له بعض التأخيرفي النمو- إذ أنه لا يمشي بعد، لكنه يحب السباحة ويحب الطيور أيضا، ونحن نأخذه دائماً إلى منازل الطيور.”
“إنجاب طفل قبل الأوان هو شيء لا تتوقعين حدوثه قبلاً. التجربة برمتها أشعلت لي شغفا في مساعدة الأطفال الخدّج في حصولهم على أفضل فرصة ممكنة للعيش. أوفر الدعم لمنظمة بيست بيغنينغزالخيرية، ووحدة الأطفال حديثي الولادة في برادفورد. و نظمت حملة القراءة لجمع التبرعات في المدرسة التي أدرس فيها اللغة الإنجليزية، مدرسة بيل فيو للبنين، و جمعنا 672 جنيه استرليني للوحدة.”
“كان كل عامل في الوحدة رائعاً للغاية. كلهم أدوا أكثر بكثير مما كان واجباً في وظيفتهم. ذات يوم شعرت أن الذي أمر به كثيراً جداً بالنسبة لي وجلست في منتصف الوحدة وبكيت. وقدمت ممرضة إلي و حضنتني طويلاً–مما عنى لي الكثير.
كما كانوا يتحدثون بشكل إيجابي حقا عن الأطفال الرضع. ذات يوم ألقت ممرضة نظرة على قيس متمدداً في حاضنته الصغيرة، وقالت: ‘سوف يكون لاعب كرة قدم جيد. إنه يرفس كثيرا!’ إنه في الواقع رافس جيد بالفعل، و لم يتوقف عن الرفس منذ ذلك الحين”.
الملخص
ولدت صائمة طفلها بعد 25 أسبوعاً من الحمل. هنا تتحدث عن حياتها مع طفل خدّج في رعاية الأطفال حديثي الولادة، وكيف هو ابنها الآن.