نبذة عامة
القلق النفسي بشكل عام هو شعور بعدم الارتياح والراحة النفسية ، يمكن أن يكون خفيفًا أو شديدًا.
كل شخص قد يشعر بالقلق في مرحلة ما في حياته. على سبيل المثال ، قد تشعر بالقلق بشأن امتحان دراسي بالجامعة أو قد تشعر بالقلق قبيل إجراء اختبار طبي أو مقابلة عمل.
في مثل هذه الأحيان يكون الشعور بالقلق أمراً طبيعياً تماماً ولا يستدعي العلاج او التدخل الطبي النفسي بمعظم الأحيان.
لكن بعض الناس يجدون صعوبة في السيطرة على مخاوفهم. مما يؤدي لتضخيم ومضاعفة مشاعر القلق الناتج لتصبح في هذه الحاله مشكلة نفسية يطلق عليها اضطراب القلق العام.
قد يؤدي اضطراب القلق العام لمضاعفات نفسية مصاحبة مثل الاكتئاب والأرق والعديد من مشاكل الصحة النفسية الأخرى وبالتالي من الممكن ان تؤثر على الحياة اليومية للشخص بما يتسبب بتبعات سلبية على الحياة العاطفية والمهنية والدراسية في بعض الأحيان.
وهنا يأتي دور الطب النفسي الحديث لتشخيص حالة اضطراب القلق العام ووضع خطة سليمة لعلاجه اما عن طريق تقديم نصائح للممارسات النفسية الصحية أو بالحالات الأشد الحاحاً عن طريق التدخل العلاجي.
الإحصائيات
حسب اخر الاحصائيات المنشورة بمجلة الطب النفسي (journal of Psychological Medicine) يصيب اضطراب القلق النفسي العام واحد من كل 13 شخص وبذلك تعتبر اكثر مشكلة نفسية شيوعا على مستوى العالم.
إقرأ أيضا:سكر جوز الهند لعلاج الوسواس القهريأما بالنسبة للوطن العربي والشرق الأوسط فقد قدرت الاحصائيات ان نسبة 9% من التعداد السكاني يعانون من اضطراب القلق والتوتر النفسي العام بالمقارنة بنسبة 4% فقط في أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية.
الأعراض
شدة الأعراض تختلف من شخص الى آخر، بعض الأشخاص قد يظهر لديهم عارض واحد او اثنين والبعض الاخر لربما تظهر عليه أعراض اكثر شدة ، لذلك ينصح دائماً بالاستعانة بالطبيب النفسي ان كنت تعتقد انك تعاني من اضطراب القلق العام.
بالمجمل يمكن تلخيص أعراض اضطراب القلق النفسي العام بأعراض نفسية وأعراض جسدية.
الأعراض النفسية
ممكن ان يسبب اضطراب القلق العام تغييراً في السلوك وطريقة التفكير، ومن الشائع ايضاً ان يصاحبه اعراض امراض نفسية اخرى مثل الأكتئاب أو الوسواس القهريز
بعض الأعراض النفسية الشائعه:
- الأرق
- التقكير المفرط بنفس المواضيع
- الشعور بالرهبة والخوف
- الشعور بالقلق الدائم حول المستقبل
- الصعوبة في التركيز
- التقلبات المزاجية
الأعراض الجسدية
ممكن ان يسبب اضطراب القلق العام أعراض تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان الجسدية.
بعض الأعراض الجسدية الشائعه:
- الدوخة
- الشعور بالتعب العام
- خفقان القلب بشكل سريع
- الشعور بالقلق الدائم حول المستقبل
- أوجاع أو ارتجاف العضلات
- جفاف الفم
- التعرق المفرط
- الصداع
طرق علاج القلق النفسي
اضطراب القلق العام مشكلة شائعه قد تؤثر سلبياً على حياة الشخص ، تجاهل الحالة قد يؤدي الى تفاقمها ومما قد يؤدي ايضاً لظهور مشاكل نفسية وصحية جديدة مثل الأكتئاب أو الانسحاب الاجتماعي ، لذلك ينصح دائماً بالبحث عن المساعدة والعلاج.
إقرأ أيضا:ems foot massager طريقة استخدامهنالك عدة طرق لعلاج اضطراب القلق العام والتوتر النفسي حسب شدة الحالة وتقبل الشخص للعلاج ، قد يقوم الطبيب المعالج بوضع خطة علاج نفسي سلوكي أو وصف بعض الأدوية التي تساعد على السيطرة على اضطرابات القلق النفسي.
العلاج النفسي
اذا تم تشخيصك بإضطراب القلق العام فمن المرجح ان يقوم طبيبك بنصيحتك لتجربة خطة علاجية سلوكية قبل ان يصرف لك أي ادوية.
فقد اثبتت العديد من الدراسات والتجارب فعالية العلاج السلوكي المعرفي (CBT) في السيطرة على أعراض اضطراب القلق العام والتوتر النفسي والنتائج كانت اكثر استدامه من العلاج عن طريق الأدوية في بعض الحالات.
ولكن لا بد لنا من معرفه ان لكل شخص حالة فريدة ، واستجابة شخص معين لخطة علاجية معينة لا تعني بالضرورة ان كل شخص آخر سيستجيب بنفس النتائج.
علاج القلق النفسي بالاسترخاء التطبيقي والتأمل
يركز الاسترخاء التطبيقي على إرخاء العضلات بطريقة معينة خلال المواقف التي عادة ما تسبب القلق والتوتر النفسي لما في ذلك نتائج ايجابية ملموسة قد يشعر بها الشخص بشكل فوري.
لكن وجب التنويه ان هذه التقنية يجب ان يتم التدرب عليها من قبل معالج مدرب ، ولكنها بشكل عام تتضمن:
- التدريب على ارخاء العضلات
- ممارسة تدريبات التنفس
- التركيز على التنفس ببطىء (شهيق – 3 ثوان – زفير) عن الشعور بالقلق والتوتر
علاج القلق النفسي بالأدوية
إذا لم تسفر العلاجات النفسية المذكورة أعلاه بالنجاح أو كنت تفضل عدم تجربتها ، فعادةً ما يقوم الطبيب بتقديم خطة علاجية تتضمن الأدوية.
إقرأ أيضا:الاكتئاب – Depressionهنالك عده أدوية اثبتت فعاليتها بعلاج اضطراب القلق العام والمزمن.
تم تصميم بعض الأدوية ليتم تناولها على المدى القصير (اسبوعين لثلاثه اسابيع) لاراحة أعراض اضطرابات القلق بشكل فوري.
ولكن هذه الأدوية قد تسبب الإدمان في بعض الحالات اذا لم يتم استخدامها بالشكل الموصى به عن طريق الطبيب ، بينما توصف أدوية أخرى أكثر اماناً وفاعلية على المدى الطويل غير ان هذه الأدوية قد تستغرق من اسبوعين لاربع اسابيع لتبدأ بالشعور بمفعولها العلاجي.