وجد الباحثون في دراساتهم أنه هناك مجموعة من علامات مرتبطة بعمر الإنسان والتي يشير تواجدها في الشخص إلى أنه سوف يعيش زمناً طويلاً.
قال الباحثون أن الجينات المسؤولة عن استقلاب الحديد في الجسم مرتبطة بعمر الإنسان، بل أنها تسهم في إطالة عمره، بالإضافة إلى ذلك، حددوا أجزاء من الجينوم بوصفها لها علاقة بالعمر الوسطي المتوقع للإنسان.
وهناك العديد من العوامل والعلامات التي يمكن من خلالها توقع عمر الإنسان والتنبؤ بكونه سوف يعيش عمراً طويلاً كله صحة وحيوية.
وتشمل العلامات المرتبطة بعمر الإنسان التي حددها الخبراء والباحثون في الدراسات العديدة ما يلي:
مستوى الحديد في الجسم
أفاد باحثون بريطانيون وألمان أن المستويات العالية من الحديد في دم الشخص تترافق بتغيرات في العمر ولها أثر سلبي على صحة الإنسان، وتسبب أيضا نقصان عمره.
أما في حال الحفاظ على مستويات آمنة من هذا العنصر في الجسم ضمن النطاق الطبيعي، فإن التغييرات المرتبطة بالعمر تكون قليلة، ويكون ضرر هذا العنصر واحتمال تأثيره على صحة الجسم ضئيل جداً.
ولاحظ الباحثون أنه في العديد من الأمراض المرتبطة بالعمر، مثل مرض باركنسون أو مرض تلف الكبد، يملك هؤلاء المرضى مستويات كبيرة جداً أو منخفضة جدا من الحديد في أجسامهم.
ووفقاً للهم، فإن دراساتهم ونتائجهم توضح أيضا سبب ارتباط الاستهلاك المفرط للحوم الحمراء الغنية بالحديد، بخطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر، ولا سيما أمراض القلب والأوعية الدموية.
إقرأ أيضا:شق العجان لراحتك أثناء الولادةولا يستبعد الباحثون أن العقار الذي ينظم مستوى الحديد في الجسم لا يضيف سنوات عديدة إلى عمر الإنسان فحسب، بل يضمن أيضا شيخوخة صحية بأقل احتمالية للمرض.
ومن المعروف أيضاً أن الحديد يساعد الجسم على مكافحة الالتهابات، وذلك في حال تواجده في الجسم بالمستوى الآمن، لذلك، اقترح العلماء أن استقلاب الحديد عاملا مهما في الحصول على العمر الطويل، والحالة الصحية الجيدة في سن الشيخوخة.
وجود جينات مرتبطة بطول العمر
حدد الباحثون الأمريكيون والإيطاليون في عام 2015، بعد أن درسوا بيانات 800 شخص بعمر يفوق المئة عام، وبيانات 5000 شخص بعمر يفوق 90 عاماً، أربعة جينات مرتبطة بطول العمر للشخص.
وتشمل هذه الجينات (CDKN2B) المرتبطة بتنظيم دورة حياة الخلية، والجينات (SH2B3) و (ABO) التي تحدد فصيلة الدم، وأحد جينات (HLA) الذي له دور في عمل الجهاز المناعي.
وأثناء الدراسة، وصف فريق دولي من الباحثين 12 منطقة من الجينوم بكونها متغيرات مختلفة من شخص لآخر، وتوصف بكونها إحدى العلامات المرتبطة بعمر الإنسان وترتبط بمتوسط العمر المتوقع للشخص.
وكانت هذه المناطق من الجينوم بشكل أساسي تشكل قابلية للإصابة بأمراض خطيرة، لا سيما أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع 2.
وفي الوقت نفسه، أكد الباحثون أن الجينات المرتبطة بالأورام الخبيثة الغير مرتبطة بالإدمان على التبغ، ليس لها تأثير كبير على متوسط العمر المتوقع للشخص.
إقرأ أيضا:طريقة النوماختلاف الجنس
وفقا للعديد من الدراسات، يعتمد متوسط العمر المتوقع بشكل كبير على الجنس، إذ تعيش الإناث من جميع أنواع الثدييات تقريباً، لفترة أطول من الذكور.
ويعزو الباحثون السبب إلى أن أجسام الإناث تحتوي على هرمونات وجزيئات من شأنها أن تطيل العمر وتبطئ الشيخوخة، على عكس الذكور.
بالإضافة إلى ذلك، قال الباحثون أن هرمون الاستروجين الجنسي الأنثوي له خصائص مضادة للالتهابات، مما يجعل الصحة الجسدية للإناث تفوق الصحة الجسدية للذكور.
التفاؤل والنظرة الجيدة للمستقبل
وفقا للأطباء الأمريكيين، تؤثر نظرة الشخص للعالم أيضاً على متوسط العمر المتوقع، وهو أحد أهم العلامات المرتبطة بعمر الإنسان.
بعد دراسة بيانات حوالي 1000 رجل وحوالي 70 ألف امرأة، وإجراء كافة الاختبارات النفسية والفحوصات اللازمة لهؤلاء الأشخاص، وجد الخبراء أن الأشخاص الأكثر تفاؤلاً يعيشون لعمر أطول بنسبة 11-15 في المئة، مقارنة بالأشخاص الذين لديهم نظرة سوداوية للمستقبل والحياة.
إقرأ أيضا:أين وقعت معركة الكرامةويمكن تفسير ذلك من خلال حقيقة أن الأشخاص المبتهجين والمتفائلين أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والرئة، بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يتبعوا أسلوب حياة صحي خالي من الأمراض والمتاعب.
وحدد الخبراء سببا آخر في هذه النتيجة وهو ثقة المتفائلون العالية في قدراتهم، مما يجعلهم يتفاعلون بشكل أقل عاطفية مع المواقف الصعبة، وأقل عرضة للتأثر بالمحن والمصائب، ويتعافون بسرعة أكبر من التوتر والضغوطات النفسية والاجتماعية، وكل هذا من شأنه أن يعزز الصحة العامة للجسم ويساهم في درء الإصابة بالعديد من الأمراض.