الصحة

تصنيع الأعضاء بالخلايا الجذعية.. بارقة أمل لعلاج الأمراض المستعصية

تصنيع الأعضاء بالخلايا الجذعية.. بارقة أمل لعلاج الأمراض المستعصية

تمثل الخلايا الجذعية نقطة تحول رئيسية في أبحاث الطب والعلاج البشري، لما أثبتته من أهمية بالغة، وقدرة علي علاج العديد من الأمراض المستعصية والخطيرة، بالإضافة إلى استخدامها في عمليات زرع الأعضاء.

هذا ما أكده الدكتور محمد حسونة الباحث البيولوجي في الخلايا الجذعية، خلال الندوة التي ألقاها اليوم بعنوان “صناعة الأعضاء من الخلايا الجذعية”، مشيراً إلى أن علم الخلايا الجذعية وتطبيقاته الحديثة تقدم بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

وأوضح حسونة أن الأبحاث الجديدة التي أجريت على الخلايا الجذعية قد تفيد البشرية وتنقذ حياة الملايين ممن يعانون من أمراض القلب والسكري والجهاز العصبي، مشيراً إلى أن العلماء استخدموا طرقاً مختلفة في صناعة الأعضاء البشرية قد تفتح آفاقاً طبية مذهلة في العلاج.

زراعة الأعضاء

أوضح حسونة أن العلماء قاموا باستخدام الخلايا الجذعية في صناعة الأعضاء عن طريق تقنية لصنع الأعضاء من خلال “قالب مصنوع من مواد حيوانية قابلة للتحلل” في الجسد دون أن تحدث آثار جانبية ضارة بالصحة، حيث استطاع العالم أنطوني أتالة في معهد “واك فورست” بجنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة، استخدام هذه التقنية مع الخلايا الجذعية العضلية لتوليد المثانة وزرعها في المريض بنجاح عام 2006، كما نجح نفس الفريق في استخدام التقنية عام 2011 للمسالك البولية.

كما استطاع فريق من العلماء بجامعة لندن بقيادة العالم “ألكسندر سيفالين” من صنع القصبة الهوائية باستخدام قالب مصنوع مود حيوانية به خلايا جذعية دموية، والتي مكنت الطبيب باولو ماشيريني من زرعها بنجاع عام 2008.

إقرأ أيضا:نصائح مفيدة حول الأمومة – Being a parent

وأشاد حسونة بنجاح العالم المصري مجدي يعقوب وفريقه في صنع صمام القلب عن طريق نفس القالب مع الخلايا الجذعية المنشقة من الدهون في عام 2011 لتوليد صمام قلب أكثر جودة، ولازال الصمام القلبي يخضع لاختبارات طبية لتجويد عمله.

وعلى الرغم من ذلك، أكد حسونة أن العلماء لم يتمكنوا حتى الآن من زراعة الأعضاء الأكبر والأكثر تعقيداً مثل القلب والكبد والكلى.

كما أوضح حسونة أن هناك طريقة أخرى لزرع الأعضاء تدعى “تفريغ القالب الحيواني”، وتعتمد على استخدام الهيكل الخارجي الطبيعي لعضو ما مأخوذ من حيوان وتفريغه، ويتكون هذا الهيكل من البروتينات التي تنتجها خلايا العضو مثل “الكولجين”، و”الألستين”.

وأشار إلى أهمية استخدام هذا الهيكل الخارجي الطبيعي للعضو في زراعة الأعضاء، وذلك لأنه يحتوي على جزئيات تحفز الخلايا الجذعية على التكاثر الذاتي والتلاحم مع بعضها البعض لتبقى حية.

كما أنه يتكون من شبكة من الأوعية الدموية والأعصاب التي تسمح للعضو بعد صناعته وزرعه في جسد المريض بالتزود بالدم فور دخوله الجسم، وتكمن أهمية هذه الأوعية الدموية والأعصاب في زرع أعضاء مثل الكلى أو القلب أو الكبد أو البنكرياس ذات الأنسجة السميكة والتي قد تتعرض للتلف في حالة عدم تزويدها بالدم الحامل للأكسجين والأغذية فور زرعها في السجم.

وأكد حسونة أن البروتينات المكونة للهيكل الخارجي للعضو عبارة عن عامل عام ومشترك بين كل أفراد الجنس البشري، لذا لم نواجه مشكلة رفض المناعة للعضو المصنع من هذا الهيكل الخارجي، كما أن هذه البروتينات عامل مشترك بين الإنسان والكثير من الحيوانات.

إقرأ أيضا:عملية تكميم المعدة: الفوائد والمخاطر

وأوضح حسونة أن الأمراض التي تعالج فعلياً بالخلايا الجذعية هى أمراض الدم، والقلب، والصم، والعمى، والجروح، والعظام والأربطة، بينما أمراض السكر والعقم لازالت تحت الاختبار العلاجي، مضيفاً أن قدرة المركز المعالج والحالة الصحية للمريض عامل أساسي لنجاح هذه العلاجات الجديدة.

أنواع الخلايا الجذعية

عرض حسونة خلال الندوة أنواع الخلايا الجذعية التي تنقسم إلى خلايا طبيعية “الجنينية” و”الناشئة”، والنوع الثاني الخلايا المصطنعة “المُحفزة” و”المُستنسخة” كالتالي:

– الخلايا الجذعية “الجنينية”، هى الخلية الأم لكل خلايا الجسد، وتتكاثر بشكل كبير ولكن مشكلتها أنه بعد زراعة القلب على سبيل المثال قد يرفضه الجسم بسبب عدم التطابق الجيني، فقد يختلف الـ”دي إن أيه” الموجود بخلايا القلب المزروع عن الموجود بالجسم.

– الخلايا الجذعية “الناشئة”، تعتبر وليدة الخلية الجذعية “الجنينية”، والتي تتحول إلى ناشئة بعد الولادة، والمثل الأشهر للخلية الجذعية الناشئة هو الخلية الجذعية الدموية، والتي تستخدم في صناعة الأعضاء مثل الجلد، ومشكلتها أنها تولد من جيل إلى ثلاثة أجيال من الخلايا وبعدها تتحول لخلايا متخصصة، فلا يمكن استخدامها أكثر من 3 مرات.

إقرأ أيضا:دراسة: الدهون الصحية تبطئ تطور السكري من النوع الثاني

– الخلايا الجذعية المُحفزة، تتميز بالتطابق الجيني ولكن مشكلتها أنها قد تسبب أورام، حيث يتم تحول الخلايا الجذعية في هذا النوع إلى متخصصة بإدخال 4 جينات مختلفة إلى الخلية بشكل عشوائي، وعدم إتمام التحول بنسبة 100% قد يدخل الخلية 1% من هذه الجينات فقط ويسبب الإصابة بالسرطان.

– الخلايا الجذعية المستنسخة، تعني “الاستنساخ” ولها نوعان إما “التوليدي” أى استنساخ إنسان كامل وهو ممنوع في العالم من الناحية الأخلاقية، والنوع الثاني “الاستنساخ العلاجي” وهو صناعة عضو واحد ولكن نسبة نجاحه لم تتعدى حتى الآن الـ 5 %.

السابق
دراسة: قلة النوم “تأكل” الدماغ
التالي
بالخطوات.. طريقة عمل «فيشار الدجاج»