باتت الخادمة في المنزل عنصراً أساسياً لكل امرأة عاملة وربة منزل أيضاً ، نظرا لحاجة المنزل إلى مساعدة شخص آخر في مهمة النظافة أو رعاية الأطفال وتلبية متطلباتهم ، لذلك تحتاج الأمهات إلى مساعدة وخاصة مع وجود أكثر من طفل.
لكن مع زيادة الحاجة للمربيات أو الخادمات في مصر والوطن العربي ظهرت حوادث مرعبة كالإهمال والتعذيب والانتقام بأشكال متعددة من ربة المنزل في أطفالها ، ونشرت وسائل الإعلام مؤخراً مجموعة من الجرائم أفضت إلى الموت للأطفال بسبب وجود الخادمات دون مراقبة أو متابعة من الأم.
قتل بالبطيء
ومن أكثر الحوادث المروعة التي حدثت مؤخراً ، كانت لطفلة كويتية تم قتلها بالبطيء ، حيث كانت أمها تتركها برعاية الخادمة أثناء تواجدها بالعمل ، بوضع الدود داخل أنفها يومياً.
ومع مرور الوقت لاحظت الأم خمول الطفلة وصعوبات في النوم واضطرابات ، فقررت تراقب الخادمة دون علمها ، فتظاهرت بالخروج للعمل خلال أحد الأيام واختبأت في مكان بالمنزل ، حتى سمعت ابنتها داخل المطبخ ترجو الخادمة وتقول لها “واحدة تكفي اليوم”.
اندفعت الأم لترى ماذا تقصد البنت التي لا تتجاوز الخمس سنوات ، لتكتشف أن الخادمة تترك لحماً مخصوصاً حتى يتعفن وينمو فيه الدود ثم تضع الدود عنوة بأنف الطفلة بعد ذهابها للعمل.
إقرأ أيضا:معتقدات خاطئة حول الرضاعة الطبيعيةتوجهت لأم للمستشفي سريعاً لإجراء أشعة على المخ فتبين أن مخ الطفلة مليء بالدود وأن أمامها وقتاً قصيراً حتى تموت، وبالفعل ماتت البنت بعد أيام.
الشغالة أساسية أم وجاهة اجتماعية؟
لكن بالرغم من الأضرار التي قد تحدث نتيجة وجود خادمة في المنزل ، هل الخادمة ضرورة أم لها دوراً تكميلياً أو وجاهة اجتماعية ؟ تقول الباحثة الاجتماعية الدكتورة شيماء الدمرداش : المرأة التي تستعين بالمربية من أجل الوجاهة الاجتماعية ، لتتنازل عن دورها كأم فهي فاشلة بجدارة ، لكن يمكننا القول أن الخدامة أو المربية في كثير من الأحيان شر لابد منه ، وخاصة للمرأة العاملة التى تحتاج إلى مساعدة سواء في خدمة المنزل أو الأطفال ، لذلك يجب أن يتم اختيار “الشغالة” بعناية فائقة قبل أن تدخل البيت وتختلط بالأسرة والأطفال.
لكن قبل الاستعانة بمساعدة خادمة توكد د.شيماء الدمرداش أنه يجب على الأم أن تعلم أن لا بديل عنها في المنزل ، عليها أن تقوم بدورها كاملاً ولا تترك التربية للخادمة حتى لا تدفع الثمن غالياً فيما بعد ،وليقتصر دور الخادمة أو المربية على فترة غيابك فقط وبمعايير خاصة.
الأم لها بصمة سحرية في البيت حتى في وجود شخص مساعد لها ، على سبيل المثال : عند نزول الأطفال إلى المدرسة صباحاً يجب أن تحرص الأم على الاستيقاظ مبكراً لمتابعة الأطفال من حيث الشكل العام والتأكد من تناول وجبة الإفطار ونوع الساندوتشات .. وهكذا ، لأن شكل الأبناء ما هو إلا انعكاس للأم وفي حالة اهمال التفاصيل الصغيرة سيكون الأطفال انعكاساً للخادمة شكلاً وموضوعاً.
إقرأ أيضا:تعريف الخدمة الاجتماعيةولفتت د.شيماء الدمرداش إلى أهمية وجود الأم خلال مراحل عمره الأولى حتى في وجود الخادمة ، لذلك يجب أن تتفرغ للطفل تماماً ولا تفارقه أبداً ، وفي حالة عدم تواجدها المؤقت يجب تواجد بديل من العائلة كالجدة أو الخالة أو العمة ليقوم بدور المراقب.
ومع كل ذلك يجب أن يكون هناك حدود لتواجد الشغالة لوقت مؤقت في اليوم أو دائم ، هذه الحدود نسبية وتختلف من بيت لآخر ، لكن على الأم أن تكون هي الأساس وعلى علم بكل صغيرة وكبيرة تحدث مع الأولاد مع الحرص على التفاصيل الصغيرة لتى يحدث بالتلامس مثل تقديم الطعام في الشهور الأولى أو الغيار وكلها أمور يجب أن تقوم بها الأم بنفسها.
أما حدود “الخادمة” فيعتمد على دورها في البيت ، فهي مسؤولة بشكل مطلق عن الطهي والنظافة والغسيل والكي ، وغيرها من الأمور التي لا تضر إذا لم تتدخل صاحبة المنزل بشكل مباشر بها ، ولكن تحت إشراف الأم لتشعر دائماً بالرقابة عليها.
أنا “الناني” أو “المربية” فغير مسموح ترك الأطفال معها قبل النطق وقدرة الطفل على التواصل والكلام ، لتكون الأم على علم بكل شيئ يدور داخل المنزل ، وفي حالة صعوبة ذلك يجب أن تحرص على وجود أي شخص ثقة يقوم بدور المراقب لتفادي الإهمال والكوارث التى قد تحدث مع قلة الضمير.
إقرأ أيضا:انتقال جزيئات الماء عبر الغشاء البلازميكيف نختار الشغالة
لذلك قبل اختيار الشغالة أو المربية تنصحك د.شيماء الدمرداش بمجموعة من الإرشادات والشروط التي يجب أن تتوافر بالخادمة ، ويجب التركيز عليها أثناء المقابلة الشخصية :
1 – النظافة : يجب أن تتمتع بمظهر نظيف بكل التفاصيل ، ومراقبة حس النظافة خلال فترة العمل الأولى.
2 – السلوك : من الممكن استفزازها عن عمد للتعرف على أسلوب مناقشتها وحديثها ، لمعرفة طريقتها أثناء التعامل مع الأولاد.
3 – الأمانة : من أكثر الصفات التي يمكن أن تلاحظها المرأة الذكية.
وأكدت د. شيماء الدمرداش أن ترك المال أمام الشغالة بهدف قضاء طلبات المنزل بدون حساب ومراجعتها دوماً يعلم السرقة ، لذلك كوني حريصة دائماً على حساب الخادمة على المشتريات بكل دقة.