يعد قصر السليمان الأثري واحداً من أهم وأبرز المعالم التاريخية في جرول بمدينة مكة المكرمة، حيث يقع بعد بئر طوى الأثري، يتجاوز عمر هذا المبنى التاريخي الثمانين عاما، ولا يزال القصر شامخاً، محتفظا بتصاميمه الرائعة والفريدة، متفرداً بالطراز الإسلامي العريق، ليكون خير شاهداً ودليل لكافة الأجيال الحديثة، ليحكى لهم عن عظمة تاريخ بلادهم، وعن عبقرية وهمة البنائين الأوائل، الذين يتنافسون في موهبتهم بالمعمار والتشييد رواد المعمار بعصرنا الحديث.
تاريخ قصر السليمان :
يرجع تاريخ قصر السليمان أو كما يُعرف بقصر ابن سليمان، لأول وزير مالية تقلد منصبه أبان عصر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، المؤسس لدولة السعودية الحديثة، تم إنشاء هذا القصر منذ أكثر من ثمانين سنة، وقد عُرف هذا القصر بإسم قصر ابن سليمان وهو أول وزير مالية في المملكة العربية السعودية، مع الوضع في الإعتبار أن هذا القصر يرجع إلى أسرة آل اليوقري وهي إحدى أكبر الأسر في مدينة مكة المكرمة، ومن أكثر العائلات ثراءاً، هذه الأسرة معروفة بمكة، ولكن قام ابن سليمان بشراء هذا القصر من أسرة اليوقري، كي يتخذ منه سكناً له ولأفراد أسرته ، وكذلك حاشيته.
من الذي بنى قصر السليمان :
البناء الذي أوكل إليه مهمة بناء وتشييد ذلك القصر، الذي يعد تحفة معمارية فريدة من نوعها، في عصره وحتى زمننا الحاضر، هو المعلم المكي المشهور، من أبناء أسرة الوزيرة، كان هذا الرجل أمياً لا يعرف الكتابة ولا القراءة، ولكنه كان يمتلك موهبة عظيمة في تصميم المباني المعمارية وتنفيذها، إذ كان يعتمد على عصاه في الرسم والتخطيط على الأرض، وذلك كي يتمكن من تصميم المبنى الذي سيتولى إنشاؤه، ثم يطلب من العمال والبنائيين الذين يعملون معه أن يقومون بتنفيذ ما قام برسمه لهم من تصاميم بعصاته على الأرض.
إقرأ أيضا:متحف الحرمين الشريفين في مكة المكرمةوصف القصر:
يتكون قصر السليمان من ثلاثة مباني رئيسية، بجانب وجود ملحق في الجهة الجنوبية من مبنى القصر، يحيطه العديد من الساحات الخارجية الموجودة بالجهة الأمامية من القصر، بينما بالجهة الخلفية فيوجد الأبواب التي تؤدي إلى ساحات المبنى، راعى مصمم القصر وجود ميول طبيعية في الأرض، وحاول الإستفادة منها، لذا فإن القصر يوجد به بعض التدرجات حين توزيعه لإستخدام الفراغات الموجودة في الطوابق المختلفة.
تم الإعتماد على إستخدام الشبابيك الخشبية المشغولة والرواشين ،حيث أن الشبابيك من الملاحظ أنها منتهية بالعقود المستقيمة أو الدائرية، بينما الأدوار السفلية فإستخدموا فيها الحديد المشغول في الشبابيك والأجزاء المشغولة، وذلك يعود لإجراءات أمنية.
تقسيم القصر:
تم تقسيم القصر إلى ثلاثة أقسام، إذ خصص المبنى الشمالي من القصر لأصحاب القصر، بينما المبنى الأوسط فقد خصص لإقامة الحفلات والمناسبات، حيث يتم فيه تقديم الطعام، ويقيم به كبار الضيوف، بينما المبنى الجنوبي فخُصص للمقابلات الرسمية ومقابلة الزوار، تم تخصيص الجزء الخلفي من القصر ليكون محل إقامة العاملين وحراس القصر، بينما ملحق القصر فكان عبارة عن مكان للخدمة العامة.
إقرأ أيضا:قرية المابيات في المدينة المنورة