اختراع المصباح الكهربائي

اختراع المصباح الكهربائي

الطفرة التكنولوجية الهائلة التي نعيشها في العصر الحالي ما هي إلا نتاج مئات الأعوام من البحث، والاجتهاد، والتجربة، والتفتيش، والسعي وراء الحقيقة، وهي خلاصة عقول العلماء، اللذين نحتوا في صخور المستحيل؛ ليصنعوا لنا هذا الواقع، وفهم حجر الأساس الذي وقفت عليه هذهِ الاختراعات الرائعة، ولابد لنا في هذا السياق أن نتذكر هؤلاء العلماء، اللذين تعبوا في سبيل العلم؛ ليرتاح غيرهم، واللذين ظلوا خالدين في هذا العالم؛ بسبب ما قدموه، ولربما من أهم الاختراعات التي نعتز بها، والتي نعلم أننا لن نستطيع أن نبصر الحاضر ولا المستقبل بدونها، وهي اختراع المصباح الكهربائي، هذا الاختراع الصغير، والذي لا نشعر الآن بقيمته، بالرغم من أنَّ الحياة لا يمكن أن تسير بدونه، لقد بذل العالم أديسون في سبيل إنجازه الكثير من المشاق، ويا حبذا لو قمنا بإضاءات سريعة على سيرة العالم أديسون مع هذا الاختراع الرائع .

نبذة عن العالم أديسون :-

ولد العالم أديسون عام 1847م، فى مدينة ميلانو بولاية اوهايو الأمريكية، وقد كانَ طفلاً كثير السؤال، شديد الفضول، والبحث عن المعرفة، وكانَ شديد الملاحظة، يحبُّ مراقبة كل شيء، وصاحب ذاكرة قوية، وبالرغم من هذهِ القدرات العالية، إلَّا أنه لم يلبث في مدرسته إلا ثلاث شهور، وقد كانَ دائما متأخراً عن زملائه، ويصفونه بخفة العقل، والغباء، ولطالما عاد إلى والدته باكياً يقول لها : “إن المدرس قال لى: إنك صبى غبى، لا فائدة منك”، ولكنَّ والدته ظلت واقفة بجانبه، تشدُّ من أزره، وتحببه في العلم والقراءة، وعندما أصبح عمره عشر أعوم أهدى له والده كتاب عن الاختراعات، وفي عمر 12 سنة قرر إنشاء معمل خاص به ليقيم التجارب، وقد كان يعمل حتَّى يمول معمله الخاص، وقد تعرض للكثير من التجارب الفاشلة والناجحة، حتى أصبح مخترعاً بعمر 16 سنة، ولكنه لم يتوقف عند هذا الحد، ولم يستسلم لأي فشل .

تجارب اختراع المصباح الكهربي :-

عندما قال توماس أديسون لمكتب الاختراعات أنه سيقوم باختراع مصباح يعمل على الكهرباء، نصحه من بالمكتب بالتوقف عن هذا المشروع السخيف، ولكنه رد عليهم بخطاب، قال فيه : “ستقفون يوماً لتسديد فواتير الكهرباء”، وكان من الأمور التي شجعته ليقوم بهذا الاختراع : أنَّ والدته مضت يوماً، واحتاجت إلى عملية مستعجلة بالليل، ولم يستطع الطبيب أن يعملها؛ بسبب عدم وجود ضوء، وقد عكفَ أديسون في مختبره الخاص مع خمسين مساعداً، وقاموا بعدة تجارب لإخراج الضوء للحياة، ولم يكن أديسون ومن معه ينامون إلا دقائق معدودة، ويعودون للعمل بهمة ونشاط، يحاولون ويحاولون، وقد كانَ أديسون يضع ثلاث أسلاك من الكربون معاً، ولكنها كانت تتكسر، وعندما أراد وضع سلك رابع، فكر بتفريغ المصباح من الهواء، وعندها أشع الاختراع بنوره الأول، وقد ظلَّ مضاءاً مدة 48 ساعة، عندها قال أديسون : “إذا ظلَّ مضاءاً هذهِ المدة، فيمكنني أن أجعله يضيء لمئة ساعة”، وبعدها أضاء هذا الاختراع الصحف والإعلام، وأصبحت تصل لأديسون خطابات كثيرة، فيها: (تعال اضئ مدنننا)، وفي الثلاث سنوات الأولى بنى أديسون أول محطة للطاقة الكهربية، وأضاء أول شارع في لندن، وبعدها بدأ نور أديسون يغزو العالم، وأصبح الناس يقفون طوابير؛ حتى يسددون فواتير الكهرباء .

هذهِ قصة نجاح، تبين لنا : كيفَ يمكن للإنسان أن يخرج نفسه من ظلمات الجهل واليأس ؟ وقد كان أديسون يقول عندما يسأل عن سر نجاحه : “القراءة بدون توقف، والمحاولة بدون يأس” .

إغلاق
error: Content is protected !!