الأدوية أثناء الحمل بين الممنوع والمسموح

الأدوية أثناء الحمل بين الممنوع والمسموح

إن تعامل المرأة الحامل مع الأدوية من أكثر الموضوعات الشائكة في الحمل، والتي تشغل بال الكثير من السيدات، لما قد يترتب على استخدام هذه الأدوية من آثار سلبية على الجنين تصل في بعض الأحيان إلى الإجهاض أو حدوث تشوهات.

 

على الجانب الآخر هناك بعض الأدوية المسموحة والتي يمكن أن تريح الحامل من كثير من الآلام ومع ذلك تخشى الحامل تناولها لعدم معرفتها بمدى سلامتها. حول الممنوح والمسموح تناوله من الأدوية خلال فترة الحمل دار هذا الحوار مع الدكتور الصيدلاني أحمد زمزم والمتخصص في الصيدلة الإكلينيكية.

 

– أحياناً يصف الطبيب للحامل دواء، وبمراجعة النشرة الطبية المرفقة تجد السيدة تحذيراً من تناوله أثناء الحمل، فما تفسير ذلك؟

 

أحب أن أطمئن كل الحوامل أن النشرة الداخلية للدواء ليست هي المرجع الوحيد، فكثيرا ما تمتلئ تلك النشرات بعبارات مبالغ فيها حتى تخلي الشركة مسئوليتها، بالرغم من سلامة تناول الدواء للحامل.

 

-كيف تتأكد الحامل أو المرضعة بأن الدواء لا يشكل خطرًا على الجنين؟

سأشرح لكِ أولا كيف يتم اختبار الأدوية لمعرفة مدى خطورتها على الحمل ثم سأقسم لكِ الأدوية من حيث خطورتها و أعطيكِ أمثلة.

يتم اختبار مدى خطورة الدواء على فئران التجارب لأن تكوينها هو الأقرب للإنسان وتستخدم في معظم البحوث قبل التجربة على البشر، فتحقن الفئران المخصبة أو الحوامل بصفة دورية حتى تضع مولودها، ثم نلاحظ هل سبب هذا الدواء ضررا على الأم خلال الحمل، وهل الأجنة في النهاية سليمة أو مشوهة، إذا أثبت الدواء أنه آمن على الفئران يتم تجربته بعد ذلك على البشر مع متابعة الأم حتى الولادة ثم يتم تقسيم النتائج إلى خمس فئات:

الفئة أ Class A

هي الفئة الأكثر أمانا والتي تم تجربتها على الإنسان والحيوان ولم يلاحظ أي تأثير على الحمل في الثلاث أشهر الأولى وحتى الولادة.

الفئة ب Class B

وهى الأدوية التي تم تجربتها على الحيوانات ولم تظهر أي خطورة على الجنين ولكن لم تجر بحوث كافيه على حيوانات أخرى أو على البشر للتأكد من نفس النتيجة.

الفئة ج Class C

عند تجربة أدوية هذه الفئة على الحيوانات نادراً ما تظهر بعض الأعراض الجانبية على الجنين، ولكن الدراسات لم تؤكد أن هذا الدواء يسبب بالفعل خطورة حقيقية على الأم و الطفل.

الفئة د Class D

تظهر أدوية هذه الفئة بالفعل بعض الخطورة على الأجنة و يحظر استخدامها إلا للضرورة القصوى وبالمتابعة الدائمة مع الطبيب.

الفئة إكس Class X

الأدوية من تلك الفئة ممنوعة منعًا باتًا في حالات الحمل والرضاعة و غير مصرح باستخدامها نهائيا حيث انه تم التأكيد على أنها تصيب الأجنة بتشوهات.

-هل يمكن أن تذكر لنا بعض الأمثلة على تلك الفئات؟

Class A: Folic Acid – vitamine B12 ( depovit – neurovit – neuroton – becozyme ) – Vitamine C ( cevarol – cevaron – calvid C ) – ferrotron – calcitron – eltroxin )

 

Class B: Panadol – abimol – adol – brufen – Augmentin – Curam – Emoxclav – Cefotax – Claforan – ceftriaxone – epicifin bialcofen – ketofen – zantac – antodine – rantidine – insulin – dexamethason – prednisolone – Penicillin – fortacorten – unictam – unacyne

 

Class C: Rovac – rovamycin – Acyclovir – mucophyllin – quibrone – etafillin – minophylline – bronchophene – bronchotec – toplexil – Septrin – Sutrim

 

Class D: paxetine – Paroxetine – Tryptizole – Prozac – calmepam – ciprofloxacin – levoxin – tavanic – tetracycline – omez – controloc – nexium – antopral – pepzol

 

Class X : Netlook – Isotretenoin – Arava – Leflunomide – Methotraxate

 

 

-لاحظت أن أكثر الأدوية التي كنت أتناولها خلال فترة حملي من الفئة ب، هل هذا طبيعي؟

بالفعل معظم الأدوية التي تتناولها الحامل من الفئة ب وأشهر مثال على ذلك هو عقار الأوجمنتينAugmentin 1gm، وأتذكر مشروع بحثي قمت به وزملائي عن الفئة إكس المحظورة وذلك بحقن فئران تجارب مخصبة بالايزوتريتنوين وهو يعد أخطر أدوية الفصيلة إكس وذلك طوال فترة الحمل وفي النهاية كانت المفاجأة أن حالتين فقط من 54 حالة هي التي ظهر عليها التشوهات وباقي الأجنة خالية من أي تشوه، ولكن هذا لا يعني أن تستخدم الحامل الأدوية من الفصائل المحظورة أثناء الحمل، الغرض من ذكر القصة هو طمأنة الأمهات اللاتي لجأن لفئة ب أو ج خلال حملهن فقط لا غير.

وفي النهاية أحب أن أنوه أن فترة الثلاثة أشهر الأولى هي فترة حرجة جدًا وفيها تتكون أعضاء الجنين فيكون أكثر عرضة للتشوه من الأشهر اللاحقة لذلك على الحامل تجنب الأدوية خلال تلك الفترة فيما عدا الأدوية من الفئة أ.

 

 

-سمعت أن هناك أدوية مشعة يمكن أن تصل للجنين عن طريق الإشعاع وليس التناول هل هذا صحيح؟

هناك عقار يسمى الميزوتريكسات لعلاج الروماتويد و هو من الأدوية المشعة التي يمكن أن يدخل جسم الإنسان عن طريق الشم لذلك على أي أم أن تتجنب الاقتراب منه أو لمس زجاجته أثناء الحمل و الإرضاع.

 

 

إغلاق
error: Content is protected !!