الانتباذ البطاني الرحمي – Endometriosis

الانتباذ البطاني الرحمي – Endometriosis

المقدمة

الانتباذ البطاني الرحمي هي حالة شائعة حيث أن أنسجة تعمل كبطانة الرحم (الانتباذ البطاني الرحمي) توجد خارج الرحم.

يمكن إيجاد هذه القطع من الأنسجة في عدة مناطق مختلفة من الجسم، ولكن توجد بشكل أكثر شيوعاَ على المبيضين، على بطانة الحوض وراء الرحم وتغطي أعلى المهبل.

معظم من تم تشخيصهن بالانتباذ البطاني الرحمي عمرهن ما بين 25 و 40 سنة.

الانتباذ البطاني الرحمي هو حالة طويلة الأمد (مزمنة) تسبّب دورات شهرية مؤلمة أو دورات شهرية قوية. وغالباَ ما تسبّب أيضاَ ألماً في أسفل البطن، الحوض أو أسفل الظهر، وكذلك مشاكل في الخصوبة. قد تسهم أيضا ّفي نقص الطاقة والاكتئاب.

ومع ذلك، يمكن أن تختلف أعراض الانتباذ البطاني الرحمي بشكل كبير وتعاني النساء أعراضاً قليلة أو عدم وجود أعراض على الإطلاق.

يجب مراجعة الطبيب إذا كان لديك أعراض الانتباذ البطاني الرحمي حتى يحاول تحديد سبب ما وإحالتك إلى أخصائي تشخيص إذا لزم الأمر.

ما الذي يسبّب الانتباذ البطاني الرحمي؟

لم تُعرف أسباب الانتباذ البطاني الرحمي تماماَ، ولكن هناك عدّة نظريات. النظرية الأكثر قبولاّ هي أن بطانة الرحم لا تترك الجسم بشكل صحيح خلال الدورة الشهرية وتثبّت نفسها على أعضاء الحوض. يشير الأطباء إلى هذا بالحيض الرجوعي.

ذكر الأطباء رؤية هذه البطانة تعود إلى الوراء على طول قناة فالوب وإلى البطن، وتبيّن أيضاً أنها قادرة على النمو في بطانة الحوض في داخل البطن.

تعمل خلايا الانتباذ البطاني الرحمي بنفس طريقة تلك التي تبطّن الرحم، لذلك تنمو كل شهر أثناء الدورة الشهرية وتنزف. عادة، قبل الدورة الشهرية يسبّب هرمون الاستروجين سماكة بطانة الرحم لاستقبال البويضة المخصبة. إذا لم يتم تخصيب البويضة، تتمزّق البطانة وتترك الجسم كدورة شهرية.

سينتقل نسيج الانتباذ البطاني الرحمي في أماكن أخرى من الجسم عن طريق نفس عملية السماكة والتدفق، لكنه لا يملك أي سبيل لمغادرة الجسم. ممّا يؤدي إلى ألم، تورّم وأحياناً مشاكل في الخصوبة في حال تلف قنوات فالوب أو المبيضين.

يعد الانتباذ البطاني الرحمي نادراً عند النساء اللواتي مررن بانقطاع الطمث لأن هذا يسبّب انخفاض هرمون الاستروجين بشكل دائم.

كيف يتم علاج الانتباذ البطاني الرحمي

لا يوجد علاج معروف للانتباذ البطاني الرحمي. لكن غالباً ما يتم السيطرة على الأعراض بالمسكّنات أو الأدوية الهرمونية، التي تساعد على منع هذه الحالة من التأثير على الحياة اليومية.

يمكن في بعض الأحيان إجراء عملية جراحية لإزالة بقع نسيج الانتباذ البطاني الرحمي لتحسين الأعراض والخصوبة.

يمكن أن يكون الانتباذ البطاني الرحمي حالة يصعب التعامل معها، جسدياً وعاطفياً.

الانتباذ البطاني الرحمي والحمل

إحدى المضاعفات الرئيسية للانتباذ البطاني الرحمي هو صعوبة الحمل أو عدم القدرة على أن تكوني حاملاَ (العقم).

على الرغم من أن الجراحة لا يمكن أن تضمن أنك ستكونين قادرة على الحمل، إلا أن هناك أدلة قوية على أن إزالة المناطق الظاهرة من الانتباذ البطاني الرحمي بالليزر أو بتيار كهربائي خلال عملية ثقب المفتاح (بالمنظار) يمكن أن تحسّن فرصك في الحصول على حمل ناجح.

إذا كان لديك انتباذ بطاني رحمي وأصبحت حاملاًَ فعلاً، من غير المرجح أن يتعرّض حملك للخطر.

يقلّل الحمل في بعض الأحيان من أعراض الانتباذ البطاني الرحمي، على الرغم من أنها غالباَ ما تعود حالما تضعين مولودك وتنهين الرضاعة الطبيعية وتعود الدورة الشهرية إلى وضعها الطبيعي.

الأعراض

يمكن أن تتفاوت أعراض الانتباذ البطاني الرحمي بشكل كبير من شخص إلى آخر. قد لا تظهر عند بعض النساء أعراض على الإطلاق.

وتشمل الأعراض الأكثر شيوعاً:

•     دورات شهرية مؤلمة أو دورات شهرية قوية

•     ألم في أسفل البطن، الحوض أو أسفل الظّهر

•     ألم أثناء وبعد ممارسة الجنس

•     نزيف بين الدورات الشهرية

•     صعوبة في الحمل

يختلف الشعور بالألم بين النساء. تتألّم معظم النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي في المنطقة الواقعة بين الوركين أعلى الساقين. تعاني بعض النساء من هذا دائماً، في حين أن أخريات يعانين ألماً خلال دورتهن الشهرية فقط،

عند ممارستهن الجنس أو عندما دخولهنّ إلى المرحاض.

قد تتضّمن الأعراض الأخرى:

•     تعب وإرهاق طويل الأمد

•     انزعاج عند التبّول أو إخراج البراز

•     نزيف من الشرج (المستقيم) أو دمّ في البراز

•     سعال دامِ (في حالات نادرة حيث تكون أنسجة بطانة الرحم في الرئة)

تعتمد شدة الأعراض بشكل كبير على مكان وجود الانتباذ البطاني الرحمي في جسمك، بدلاَ من كمية الانتباذ البطاني الرحمي لديك. ويمكن لكمية صغيرة من الأنسجة أن تكون مؤلمة بقدر، أو أكثر إيلاما من، كمية كبيرة.

يجب مراجعة الطّبيب إذا كان لديك أعراض الانتباذ البطاني الرحمي حتى يتمكن من تحديد سبب ما وإحالتك إلى أخصائي إذا لزم الأمر.

الأسباب

لم يُعرف السبب الدقيق للانتباذ البطاني الرحمي، ولكن هناك عدّة نظريات حول ما يسبّبه ذلك. 

الحيض الرجوعي

يحدث الحيض الرجوعي عندما تتدفّق بطانة الرحم إلى الوراء من خلال قناة فالوب وإلى البطن بدلاَ من ترك الجسم كدورة شهرية. ثم يثبّت هذا النسيج نفسه على أجهزة الحوض وينمو.

ويُعتقد أن الحيض الرجوعي يحدث عند معظم النساء، ولكن العديد منهن يتمكنّ من التخلص من النسيج بشكل طبيعي دون أن يصبح مشكلة.فمن الممكن أن يشرح هذا كيفية حدوث الانتباذ البطاني الرحمي عند بعض النساء.

الحيض الرجوعي هي النظرية الأكثر قبولاَ عادةَ للانتباذ البطاني الرحمي. لكنه لم يفسّر سبب حدوث الحالة عند النساء اللواتي تعرضن لاستئصال الرحم.

الوراثة

يُعتقد أن بطانة الرحم تكون في بعض الأحيان وراثية، تنتقل عبر جينات أفراد الأسرة. يمكن أن تؤثر على النساء من كل الأعراق، ولكن بشكل أقل شيوعاَ على النساء من أصل أفريقي ودول البحر الكاريبي وبشكل أكثر شيوعاَ على النساء العربيات أو الآسيويات أكثر من النساء البيض.ممّا يشير إلى أن الجينات قد تلعب دوراَ.

الانتقال عن طريق الدّم أو الجهاز الليمفاوي

على الرغم من عدم معرفية كيفية حدوث ذلك، إلا انه يُعتقد أن خلايا بطانة الرحم تصل الى مجرى الدم أو الجهاز الليمفاوي (شبكة من الأنابيب، الغدد والأعضاء التي تعد جزءاً من دفاع الجسم ضد العدوى).يمكن أن تفسر هذه النظرية كيف أنه، في حالات نادرة جداَ، تتواجد الخلايا في أماكن نائية مثل العينين أو الدماغ.

مشاكل الجهاز المناعي

يُعتقد أن جهاز المناعة لدى بعض النساء غير قادر على محاربة الانتباذ البطاني الرحمي بشكل فعّال. وقد وُجد أن العديد من النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي لديهن مناعة أقل لحالات أخرى. ومع ذلك، قد يكون هذا نتيجة للانتباذ البطاني الرحمي وليس سبباَ لهذه الحالة.

الأسباب البيئية

ويُعتقد أن الانتباذ البطاني الرحمي قد ينجم عن سموم محددة في البيئة، مثل الديوكسين، التي تؤثر على الجسم، الجهاز المناعي والجهاز التناسلي.

ومع ذلك، في حين تشير الأبحاث أن هناك علاقة بين الانتباذ البطاني الرحمي والمستويات العالية من التعرض للديوكسين عند الحيوانات، فمن غير المعروف حالياَ ما إذا كان هذا الحال ينطبق على البشر أيضاَ.

الحؤول

الحؤول هو عملية تغيّر نوع واحد من الخلايا إلى آخر من أجل التكيف مع بيئته. إن هذا التطور هو ما يسمح للجسم البشري أن ينمو في الرحم قبل الولادة.

فقد أُشير أن بعض الخلايا البالغة قد تحتفظ بهذه القدرة على التغيير، وأن فقدان دم الحيض أو منتجات الدم في الحوض أثناء الحيض قد يحفّزها للتحول إلى خلايا الانتباذ البطاني الرحمي.

عوامل الخطر

ويُعتقد أن سبب الانتباذ البطاني الرحمي قد يكون بعض السموم في البيئة، مثل الديوكسين، التي تؤثر على الجسم، الجهاز المناعي والجهاز التناسلي.

ومع ذلك، في حين تشير الأبحاث إلى وجود علاقة بين التهاب الانتباذ البطاني الرحمي والتعرض لمستويات عالية من الديوكسين عند الحيوانات، فمن غير المعروف حالياً ما إذا كان الامر ينطبق على الإنسان أيضاً.

الاختبارات

إذا شك الطبيب أن لديك الانتباذ البطاني الرحمي، فقد يحيلك إلى طبيب نسائي (متخصّص في المشاكل التي تؤثر على الجهاز التناسلي للأنثى).

يمكن أن يكون من الصعب تشخيص الانتباذ البطاني الرحمي لأن الأعراض يمكن أن تختلف اختلافاَ كبيراَ، وهناك العديد من الحالات الأخرى التي يمكن أن تسبّب أعراض مماثلة. لذلك قد يوصيك الطبيب النسائي بإجراء عدد من الاختبارات المختلفة.

سيسأل طبيبك النسائي عادة عن الأعراض، الدورات الشهرية وربما النشاط الجنسي. كما قد يقوم أيضاً بإجراء فحص الحوض الداخلي للبحث عن علامات مشاكل أخرى يمكن أن تكون مسؤولة عن الأعراض لديك.

قد يُوصى في بعض الحالات، بالتصوير بالموجات فوق الصوتية. يستخدم هذا النوع من المسح الضوئي الموجات الصوتية عالية التردد لتشكيل صورة عن جزء من داخل الجسم. ويمكن استخدامه للبحث عن الخراجات في المبيضين التي قد تكون ناجمة عن الانتباذ البطاني الرحمي، ولكنه لا يعد اختباراً دقيقاً لتشخيص الانتباذ البطاني الرحمي ذاته.

ويمكن التأكد من الانتباذ البطاني الرحمي فقط بالفحص الجراحي المسمّى تنظير البطن.

تنظير البطن

خلال تنظير البطن، سيتم تنويمك تحت التخدير العام وسيتم تمرير أنبوب عرض خاص مع ضوء في نهايته (منظار بطن) داخل جسمك من خلال جرح صغير في جلدك في سرّة بطنك.

يحتوي منظار البطن على كاميرا صغيرة تنقل الصور إلى جهاز فيديو بحيث يمكن أن يرى الأخصائي أي أنسجة الانتباذ البطاني الرحمي داخل بطنك.

ثم سيأخذ الأخصائي عينة صغيرة من الأنسجة (خزعة) لفحصها في المختبر أو إدخال أدوات جراحية أخرى لعلاج الانتباذ البطاني الرحمي.

يمكنك العودة إلى المنزل في نفس اليوم الذي تقومين به بتنظير البطن.

العلاج

لا يوجد علاج لالتهاب الانتباذ البطاني الرحمي ويمكن أن يكون من الصعب علاجه. الهدف من العلاج هو تخفيف الأعراض بحيث لا تؤثر الحالة على الحياة اليومية.

سيتم إعطاء علاج لتخفيف الألم، وإبطاء نمو أنسجة الانتباذ البطاني الرحمي، وتحسين الخصوبة ومنع عودة المرض.

اختيار العلاج

سيناقشك طبيبك النسائي معك خيارات العلاج ويحدد مخاطر وفوائد كل منها.

عند اختيار العلاج المناسب لك، يوجد عدة أمور يجب أخذها بالاعتبار، بما في ذلك:

•     عمرك

•     ما إذا كان أحد أعراضك الرئيسية هو ألم أو صعوبة في الحصول على الحمل

•     إذا أردت أن تصبحي حاملاَ (بعض العلاجات قد تمنعك من الحمل)

•     كيف تشعرين حيال العملية الجراحية

•    إذا كنت قد جربت من قبل أي من العلاجات

قد لا يكون العلاج ضرورياَ إذا كانت الأعراض خفيفة وليس لديك مشاكل خصوبة أو إذا كنت تقتربين من سن اليأس، عندها قد تتحسّن الأعراض من دون علاج.

يتحسن الانتباذ البطاني الرحمي من تلقاء نفسه دون علاج في حوالي 3 من كل 10 حالات، لكنها تصبح أكثر سوءاَ من دون علاج في حوالي 4 من كل 10 حالات.

مسار العمل الوحيد هو مراقبة الأعراض واتخاذ قرار حول القيام بالعلاج عندما تزداد سوءاً.

مسكنات الألم

عادة ما تكون مضادات الالتهابات غير الستيرويدية (المسكّنات)، مثل الإيبوبروفين ونابروكسين، المسكنات المفضلة المستخدمة لعلاج الألم الذي يرافق التهاب الانتباذ البطاني الرحمي. هذا لأنها تواجه الالتهاب (التورّم) الناجم عن الحالة، الذي قد يساعد في تخفيف الألم والانزعاج. لذا من الأفضل أن تأخذي المسكنات قبل يوم (أو قبل عدة أيام) من ألم الدورة الشهرية المتوقع.

يمكن استخدام الباراسيتامول لعلاج آلام خفيفة. لا يعد فعّالاً بقدر مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، ولكن يمكن استخدامه إذا كانت هذه الأنواع من الأدوية تسبب أي آثار جانبية، مثل الغثيان، التقيؤ و الإسهال.

الكوديين هو مسكن أقوى وفي بعض الأحيان يترافق مع الباراسيتامول أو يُستخدم وحده إذا كانت المسكنات الأخرى غير مناسبة. لكن، الإمساك هوأحد الآثار الجانبية الشائعة التي قد تؤدي إلى تفاقم أعراض التهاب الانتباذ البطاني الرحمي.

العلاجات الهرمونية

الهدف من العلاج الهرموني هو الحد من إنتاج هرمون الاستروجين في الجسم. وذلك لأن هرمون الاستروجين يشجع نمو وتدفق الانتباذ البطاني الرحمي. دون التعرّض لهرمون الاستروجين، يمكن تقليل أنسجة الانتباذ البطاني الرحمي، ممّا يساعد على تخفيف الأعراض.

لكن ليس للعلاج الهرموني أي تأثير على الالتصاقات (المناطق “اللزجة” من الانتباذ البطاني الرحمي يمكن أن تسبّب التحام الأعضاء ببعضها)، ولا يمكن أن يحسّن الخصوبة.

تشمل بعض العلاجات القائمة على الهرمون الرئيسي لبطانة الرحم ما يلي:

•     حبوب منع الحمل المركّبة عن طريق الفم أو لصاقة منع الحمل

•     لولب الإفراج عن الليفونورغيستريل داخل الرحم

•     نظائر موجهة للغدد التناسلية للإفراج عن الهرمون

•     المركبات بروجستيرونية المفعول

•     مضادّات المركبات بروجستيرونية المفعول

تشير الأدلة أن لهذه العلاجات بالهرمونات نفس القدر من الفعالية في علاج التهاب الانتباذ البطاني الرحمي، ولكن لها آثار جانبية مختلفة. في حين أنهاَ جميعاَ تضعف الخصوبة، إلا أنه تم ترخيص حبوب منع الحمل أو اللصاقة ونظام الإفراج عن اللفونور غيستريل داخل الرحم، لاستخدامها كوسائل منع حمل.

وتستخدم المركبات بروجستيرونية المفعول ومضادات المركبات بروجستيرونية المفعول بشكل أقل شيوعاَ في هذه الأيام لأنها غالباَ ما تتسبّب بآثار جانبية غير سارّة.

حبوب منع الحمل المركّبة عن طريق الفم أو لصاقة منع الحمل

تحتوي حبوب منع الحمل المركّبة ولصاقة منع الحمل على هرمونات الاستروجين والبروجستيرون. ومن الممكن أن تساعد في تخفيف الأعراض الأكثر اعتدالاَ، ويمكن استخدامها على مدى فترات طويلة من الزمن. كما توقِف إنتاج البيض (التبويض) وتجعل فترات الدورة الشهرية أخف وأقل إيلاماَ.

يمكن أن يكون لوسائل منع الحمل آثار جانبية، ولكن يمكنك أن تجربي ماركات مختلفة حتى تجدي واحدة تناسبك. قد يوصي طبيبك بأخذ ثلاث علب من حبوب منع الحمل بشكل متواصل دون انقطاع لتقليل النزيف وتحسين أي أعراض تتعلق بالنزيف.

لولب الإفراج عن الليفونورغيستريل داخل الرحم

لولب الإفراج عن الليفونورغيستريل داخل الرحم من نوع ميرينا هو أداة منع الحمل على شكل حرف (T) يناسب الرحم ويطلق نوع من هرمون البروجستيرون يدعى الليفونورغيستريل.

يحد هذا الهرمون من تطور الانتباذ البطاني الرحمي بسرعة، الأمر الذي يمكن أن يساعد في تقليل الألم ويقلّل كثيراَ أو حتى يوقف الدورة الشهرية.

يتم وضع الجهاز في الرحم من قبل الطبيب أو الممرضة. حالما يوضع في مكانه بدقة، يمكنه أن يبقى فعالاَ لمدة تصل إلى خمس سنوات.

وتشمل الآثار الجانبية المحتملة لاستخدام لولب الإفراج عن الليفونورغيستريل داخل الرحم نزيف غير منتظم قد يستمر لأكثر من ستة أشهر، طراوة الثدي و حب الشباب.

نظائر موجهة للغدد التناسلية للإفراج عن الهرمون

نظائر موجهة للغدد التناسلية للإفرج عن الهرمون هي هرمونات اصطناعية تسبّب انقطاع طمث اصطناعي مؤقت عن طريق الحد من إنتاج هرمون الاستروجين. تُؤخذ عادة على شكل بخّاخ أنف أو حُقن.

تشمل الآثار الجانبية مثل انقطاع الطمث من نظائر موجهة للغدد التناسلية للإفراج عن الهرمون هبات ساخنة، جفاف المهبل وانخفاض الرغبة الجنسية. أحياناَ قد يُوصى بجرعات منخفضة من العلاج بالهرمونات البديلة بالإضافة إلى نظائر موجهة للغدد التناسلية للإفراج عن الهرمون لمنع هذه الآثار الجانبية.

إلا أنها توصف على أساس قصير الأجل (عادة لمدة أقصاها ستة أشهر في كل مرة) و قد ترجع الأعراض بعد توقّف العلاج.

لم يتم ترخيص نظائر موجهة للغدد التناسلية للإفراج عن الهرمون كشكل من أشكال منع الحمل، لذلك يجب عليك الاستمرار في استخدام وسائل منع الحمل في الشهر الأول أثناء أخذها حتى تأخذ كامل مفعولها.

من الأمثلة على نظائر موجهة للغدد التناسلية للإفراج عن الهرمون بسيريلين، غوسيريلين، نافاريلين و ليبروريلين.

المركبات بروجستيرونية المفعول

المركبات بروجستيرونية المفعول، مثل النوريثيستيرون، هي هرمونات اصطناعية تعمل مثل هرمون البروجسترون الطبيعي. وهي تعمل عن طريق منع الانتباذ البطاني الرحمي وأي نوع من أنسجة الانتباذ البطاني الرحمي من النمو بسرعة.

ومع ذلك، لها آثار جانبية مثل الانتفاخ، تغيرات في المزاج، نزيف غير منتظم وزيادة الوزن.

تؤخذ المركبات بروجستيرونية المفعول يومياً عادة بشكل أقراص من 5-26 يوم من الدورة الشهرية، بحساب اليوم الأول من الدورة الشهرية كاليوم الأول.

لا تعد أقراص البروجستيرون شكلاَ فعّالاَ لمنع الحمل، لذلك لا تزالين بحاجة إلى استخدام وسائل منع الحمل أثناء أخذها إذا كنت لا ترغبين في الحصول على الحمل.

مضادات المركبات بروجستيرونية المفعول

يُعرف أيضاَ باسم مشتقات التستوستيرون، مضادات المركبات بروجستيرونية المفعول وهي هرمونات اصطناعية تعمل بطريقة مماثلة لنظائر موجهة للغدد التناسلية للإفراج عن الهرمون. تسبّب انقطاع طمث اصطناعي مؤقت من خلال خفض إنتاج هرمون الاستروجين.

يمكن أن تشمل الآثار الجانبية لمضادات المركبات بروجستيرونية المفعول زيادة الوزن، حب الشباب، تغيرات في المزاج وظهور ملامح ذكورية مثل نمو الشعر وصوت أثخن.غالباَ ما تكون هذه الآثار الجانبية شديدة والأدوية البديلة أكثر فعالية، لم تعد مضادات المركبات بروجستيرونية المفعول تُوصف عادة.

كما في نظائر الموجهة للغدد التناسلية للإفراج عن الهرمون، عادة ما توصف مضادات المركبات بروجستيرونية المفعول لمدة أقصاها ستة أشهر فقط في كل مرة.

تشمل الأمثلة من مضادات المركبات بروجستيرونية المفعول دانازول وجيسترينون.

الجراحة

يمكن استخدام الجراحة لإزالة أو إتلاف مناطق من أنسجة الانتباذ البطاني الرحمي، والتي يمكنها أن تساعد على تحسين الأعراض والخصوبة. يعتمد هذا النوع من الجراحة التي تقومين بها على مكان وجود الأنسجة. والخيارات هي:

•     تنظير البطن (التقنية الأكثر شيوعاً في الاستخدام والأقل تطلّباً للجراحة)

•     شق البطن

•     استئصال الرحم

تنطوي أي عملية جراحية على مخاطر. فمن المهم مناقشة هذا مع الجرّاح قبل خضوعك للعلاج.

الجراحة بالمنظار

الجراحة بالمنظار، والمعروفة أيضاً باسم جراحة ثقب المفتاح، هي إجراء شائع يستخدم لعلاج الانتباذ البطاني الرحمي. يتم إجراء جروح صغيرة (شقوق) في بطنك بحيث يمكن إتلاف أنسجةالانتباذ البطاني الرحمي أو قطعها.

ويمكن تجنّب إجراء شقوق كبيرة لأن الجرّاح يُستخدم أداة تسمى منظار البطن. وهو أنبوب صغير يحتوي على مصدر ضوء وكاميرا، تُعرض الصور من داخل بطنك أو الحوض على جهاز التلفزيون.

أثناء الجراحة بالمنظار، تستخدم أدوات دقيقة لتطبيق الحرارة، ليزر، تيار كهربائي (العلاج بالإنفاذ الحراري) أو شعاع من غاز الهيليوم خاص لإتلاف بقع من الأنسجة أو إزالتها.

ويتم هذا الإجراء تحت التخدير العام، لذلك ستكوني نائمة أثناء العملية ولن تشعري بأي ألم أثناء إجرائها.

يمكن إزالة كيسات المبيض أيضاً، أو التهاب الانتباذ البطاني الرحمي ،التي تتشكل نتيجة لالتهاب الانتباذ البطاني الرحمي، باستخدام هذه التقنية.

على الرغم من أن هذا النوع من الجراحة يمكن أن يخفّف الأعراض، فقد ثبتت قدرتها على تحسين الخصوبة، ويمكن أن تتكرّر المشاكل في بعض الأحيان، خاصة إذا تم ترك بعض أنسجة الانتباذ البطاني الرحمي.

شق البطن

شق البطن هي أكثر عملية تتطلّب جراحة تُجرى إذا كان التهاب الانتباذ البطاني الرحمي لديك شديد وواسع أو إذا كان نسيج التهاب الانتباذ البطاني الرحمي قد سبّب التحام بعض الأعضاء مع بعضها.

أثناء الجراحة، يقوم الجراح بإجراء شقّ عريض على طول خط البيكيني ويفتح المجال للوصول إلى الأعضاء المتضررة وإزالة نسيج الانتباذ البطاني الرحمي.

يكون وقت الشفاء من هذا النوع من الجراحة أطول من جراحة ثقب المفتاح.

استئصال الرحم

إذا لم تنجح جراحة ثقب المفتاح وغيرها من العلاجات وكنت قد قررت عدم إنجاب المزيد من الأطفال، يمكن أن يكون استئصال الرحم (إزالة الرحم) أحد الخيارات.ولكنه نادراًَ ما يكون مطلوباًَ.

استئصال الرحم هو عملية كبيرة لها تأثير كبيرعلى جسمك. قرار إجراء استئصال الرحم هو قرار كبير يجب أن تناقشيه مع الطبيب أو الطبيب النسائي.

لا يمكن عكس استئصال الرحم ، وعلى الرغم أنه من غير المحتمل، لكن ليس هناك ما يضمن عدم عودة أعراض التهاب الانتباذ البطاني الرحمي بعد العملية. إذا تُرك المبيضين في مكانهما، يكون التهاب الانتباذ البطاني الرحمي أكثرعرضة للعودة.

إذا تم إزالة المبيضين أثناء عملية استئصال الرحم، ينبغي أن تناقش إمكانية الحاجة للعلاج بالهرمونات البديلة بعد ذلك. لكن من غير الواضح ما أفضل خطة للعلاج بالهرمونات البديلة للنساء المصابات بالتهاب الانتباذ البطاني الرحمي.

على سبيل المثال، قد يسبّب العلاج بالهرمونات البديلة الاستروجينية فقط عودة الأعراض إذا تبقت أي بقع من التهاب الانتباذ البطاني الرحمي بعد العملية. يتم تقليل هذه المخاطر عن طريق استخدام خطة علاجية مركبة للعلاج بالهرمونات البديلة (الاستروجين والبروجستيرون)، ولكن يمكن أن يزيد هذا خطر الإصابة بسرطان الثدي.

ومع ذلك، فإن خطر الإصابة بسرطان الثدي لا يزداد بشكل كبير إذا لم تصلي بعد للسن الطبيعي لانقطاع الطمث. لذلك يجب اتخاذ قرار الخطة الموصى بها للعلاج على أساس فردي.

نمط الحياة

بالنسبة للنساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي، يمكن أن يكون القيام ببعض التغييرات البسيطة في الحياة مفيداً جداَ في السيطرة على الحالة. وقد يشمل هذا زيادة النشاط البدني، تناول الطعام الصحّي، الحصول على الراحة الكافية أو إدارة التوتر. وقد تكون الاستشارة ضرورية أيضاّ للمساعدة في دعمك.

  النشاط البدني

من المهم أن تكون نشيطاً على أساس منتظم للصحّة والوقاية من أمراض القلب. ويوصى ب20-30 دقيقة، ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع. إذا كنت لم تمارسي الرياضة في الآونة الأخيرة عليك البدء بفترات أصغر والزيادة تدريجياً كلما تحسنت لياقتك البدنية.

لمزيد من المعلومات راجع موقعنا قسم النشاط البدني.

الطعام الصحّي

يعد الحصول على التوازن الصحيح من العناصر الغذائية اليومية أمراً أساسياً للجميع حيث يساعد على تحسين الصحة العامة لدينا. بالنسبة للنساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي، يحسّن تناول نظام غذائي صحي:

•          القدرة على تحمل العلاجات الطبيّة

•          القدرة على التعامل مع أي آثار جانبية للعلاج

•          مستويات الطاقة والوظيفة المعرفيّة

لمزيد من المعلومات راجع موقع قسم الأكل الصحي.

نصائح تغذية

  • أكل الكثير من الألياف القابلة للذوبان، مثل 2-3 ملعقة متوسطة من خليط من بذور عباد الشمس وبذور اليقطين مضافة إلى اللبن أو في وجبة الإفطار
  • زيادة الدهون والزيوت جيدة للمساعدة مع الألم، مثل زيت الزيتون، زيت بذور الكتان، الأفوكادو، مكسّرات الصنوبر، الفستق، الفول السوداني وبذور السمسم
  • تناول الأسماك مثل السردين والسلمون ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل.
  • تشمل البذور والمكسّرات النيئة
  • انخفاض نسبة “الدهون السيئة” عن طريق تشذيب اللحوم والجلد، تجنّب الدهون المخفية في الكعك، الحلويات، شوكولاته الحليب وحليب جوز الهند.
  • استهلاك منتجات الألبان قليلة الدسم
  • تناول الخضروات من عائلة الكرنب “(البروكلي، القرنبيط، بوك تشوي، ملفوف بروكسل، الملفوف).

 

الإقلاع عن التدخين

يعد الإقلاع عن التدخين جزءاً مهماً للحد من المخاطر الصحيّة العامة.

الراحة

الحصول على ما يكفي من النّوم كل ليلة، والاسترخاء لمدة 20 دقيقة على الأقل يومياّ سيساعد نظام المناعة على العمل في أفضل حالاته.

إدارة التوتر

سيساعدك التفكير الإيجابي، التحكم بالوقت، التحفيز والاسترخاء على التعامل مع التوتر، الذي تخضع له كثير من النساء عند إصابتهم بالانتباذ البطاني الرحمي. وقد يكون من المفيد طلب المساعدة من طبيب نفساني أو مستشار.

المضاعفات

من المضاعفات الرئيسية للانْتِباذ البِطَانِي الرَحِمِيّ هي صعوبة في الحمل (ضعف الخصوبة)، أو عدم القدرة على الحمل إطلاقاً (العقم). في بعض الحالات، قد يكون هناك أيضاّ التصاقات أو كيسات المبيض.

مشاكل الخصوبة

يمكن أن يضرّ الانتباذ البطاني الرحمي الضرر أحياناً بقناتي فالوب أو المبيضين، مما يسبّب مشاكل في الخصوبة، على الرغم من أن التقديرات تشير أن ما يصل إلى 70٪ من النساء المصابات بانْتِباذ بِطَانِي رَحِميّ خفيف إلى معتدل سيتمكنّ من الحمل دون علاج في نهاية المطاف.

لا يمكن أن يساعد العلاج مع الدواء على تحسين الخصوبة لدى النساء اللواتي يعانين من هذه الحالة، ولكن يمكن أن تساعد العملية الجراحية لإزالة بقع نسيج الانتباذ البطاني الرحمي الظاهرة. ومع ذلك، ليس هناك ما يضمن أن هذا سيسمح بحدوث الحمل.

إذا كنت تواجهين صعوبة في الحمل، يقدم التخصيب في المختبر فرصة جيدة للحمل، على الرغم من أن لدى النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي فرصة أقل في الحمل بالتلقيح الصناعي من غيرها (مثل النساء اللواتي يعانين من انسداد قنوات فالوب).

التصاقات وكيسات المبيض

وتشمل المشاكل الأخرى تشكّل الالتصاقات (مناطق “لزجة” من نسيج الانتباذ البطاني الرحمي يمكن أن تدمج الأجهزة معاً) وكيسات المبيض (الأكياس مملوءة بسائل في المبيض)، والتي يمكن أن تحدث عندما تكون أنسجة الانتباذ البطاني الرحمي في أو بالقرب من المبايض. في بعض الحالات، يمكن لكيسات المبيض ( الورَم بِطانِي رَحِمِيّ ) أن تصبح كبيرة جداَ ومؤلمة.

يمكن إزالة كل من هذه المضاعفات عن طريق الجراحة، ولكن قد تتكرّر إذا عاد الانتباذ البطاني الرحمي.

 

إغلاق
error: Content is protected !!