ثالث الخلفاء الراشدين : عثمان بن عفان

ثالث الخلفاء الراشدين : عثمان بن عفان

بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ الحكام يحكمون الدولة الإسلامية بناءً على سُنته ونهجه، ومن أشهرهم الخلفاء الرائدين، ومنهم عثمان بن عفان، وهو ترتيبه الثالث من ضمن الخلفاء الراشدين من قبله أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان له مواقف عظيمة قبل أن يكون خليفة للمسلمين فهو من ساهم في رفعة الإسلام ومناصرة المسلمين الضعفاء.

حياته:

وُلد في مدينة الطائف، وأعتبره القوم من أغنيائهم وأشرفهم، مات والده وتركه مع أمه وأخته آمنة، وهى الشقيقة الوحيدة من والده، حيث تزوجت أمه (أروى) من عقبة بن أبي معيط الأموي القرشي وأنجبت منه عمرو وخالد وأم كلثوم والوليد بن عقبة، وكان يُعرف عنه -رضي الله عنه- الكرم والسخاء مع بني قومه من بطن بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وله ابن عم شهير وهو الصحابي الجليل حرب.

صفاته:

كان ذو بشرة رقيقة، كما أنه ليس قصيراً أو طويلاً، وله وجه جميل وحسن الخلقة، كما أن شعر رأسه غزير وكثيف اللحية، وهو من الأوائل الذين تركوا الجاهلية حباً في الإسلام، وحدث أنه أسلم في التوقيت قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وقد أسلم على يد رسولنا الكريم، وكان سبب إسلامه الصديق أبو بكر، وكان عمره حينها قد تجاوز الثلاثين عام.

 

الهجرتين:

في حياة عثمان بن عفان هجرتين، الأولى إلى الحبشة، وبعده هاجر الكثير ممن دخلوا في دين الله الإسلام، أما هو فكان من أوائل المهاجرين إلى الحبشة، وعندما هاجر إلى المدينة المنورة وهي الهجرة الثانية تبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة، ولم يكن فقط من الصحابة لرسول الله بل أنه تزوج من ابنته رقية وصار صهره حتى أن صلى الله عليه وسلم قال عنه (أحسن زوجين رآهما إنسان عثمان ورقية).

 

غزوة بدر:

تخلف عثمان بن عفان عن المشاركة في غزوة بدر بسبب مرض زوجته رقية، فقد بقى معها لمعالجتها وتمريضها، حتى أن رسول الله قد بشره بأن الله قد آجره أجر رجل شارك في معركة بدر، أولى معارك الإسلام، وكان يحب زوجته رقية كثيراً حتى أنه بعد وفاتها حزن عليها حزناً شديداً.

 

ذا النورين:

لقب ذا النورين أُطلق على عثمان بن عفان لأنه قد تزوج رقية ابنة رسول الله وبعد وفاتها تزوج من أختها أم كلثوم، كما أنه من العشرة المبشرين بالجنة، وهو خليل رسولنا الكريم في الجنة، كما أنه رفيق دربه في الدنيا، ووافق المسلمين على توليه الخلافة بعد عمر بن الخطاب لما له من ذكاء وفطنة وحكمة وكرم وجود مما يجعله خير من يحكم المسلمين على أرض الله.

 

الخليفة:

كان لعثمان بن عفان الكثير من الأعمال التي تُنسب إليه في الإسلام، من مساعدة الفقراء المسلمين والمساهمة في تحرير الكثير من العبيد منهم، بالإضافة إلى أنه كان سبباً في تجهيز جيش العشرة، وبعد توليه الخلافة بدأ في تجميع القرآن الكريم في كتاب واحد، وكان عمره وهو في بداية الخلافة ما يقارب 68 عام، ووافق عليه الصحابة بعد أن أختاره علي بن أبي طالب ليتولى الخلافة، وتمت المبايعة على ذلك، ولكنه قُتل في عام 35 من الهجرة، وكان في الثانية والثمانين من العمر حينها.

 

القتل:

بالرغم من أن حكم الخلفاء الراشدين حكماً عادلاً بكتاب الله وسُنة رسوله الكريم إلا أن هناك ممن لم يرتضوا بهذا الحكم، لذلك كان مصير الخلفاء الراشدين ممن تولوا حكم المسلمين بعد وفاة رسول الله هو القتل، فيما عدا أبو بكر الصديق الذي مات موتاً طبيعياً، أما من بعده الخليفة عمر بن الخطاب ومن بعده عثمان بن عفان حتى الخليفة الرابع علي بن أبي طالب تم قتلهم وإن كانت بطرق مختلفة ولكن النهاية واحدة وهي الوفاة عن طريق القتل.

إغلاق
error: Content is protected !!