دور الحقن المجهري وأطفال الأنابيب في المساعدة على الإنجاب

دور الحقن المجهري وأطفال الأنابيب في المساعدة على الإنجاب

الحقن المجهري وأطفال الأنابيب

تأتيني الكثير من التساؤلات والاستفسارات عن الوسائل المساعدة على الإنجاب وأهمها الحقن المجهري وأطفال الأنابيب لذا سأتناولهما في هذا المقال ببعض الشرح على أن استفيض لاحقاً في المقالات القادمة.

 

إن الإخصاب وتكون الجنين ومساره في مراحل نموه المختلفة سواء في رحلته الأولى في قناة فالوب حتى يصل إلى الرحم وينغمس في الجدار المبطن له أو في مراحل نموه داخل الرحم أو في رحلته الثانية في داخل رحم أمه إلى الدنيا الواسعة لهو حقاَ وصدقاً من المعجزات التي تجعل الإنسان ينطق لساناَ وقلباَ قائلاَ سبحان الله.

 

 

بعد حدوث الجماع وإلقاء السائل المنوي داخل المهبل يتجلط السائل المنوي ثم يبدأ في السيولة مرة أخرى لتكتمل سيولته في خلال نصف ساعة ثم تنطلق الحيوانات المنوية في أطول رحلة حتى تصل إلى أنابيب فالوب فإذا كان الوقت مناسباً وهناك تبويض تبدأ الحيوانات المنوية في اختراق الكتلة الكبيرة من الخلايا المحيطة بالبويضة المسماه بالخلايا التاجية ليصل بعض الحيوانات المنوية إلى الجدار الخارجي للبويضة (zona pellucida) ثم يأتي الغشاء الداخلي للبويضة(Oolemma)  ثم ينجح حيوان منوي واحد في الدخول إلى السيتوبلازم وإخصاب البويضة وبعد ذلك تتغير طبيعة البويضة وتمنع دخول أي حيوان منوي آخر وهكذا يكون الإخصاب الطبيعي قد بدأ ويبدأ الحمل بمراحلة المتعددة.

 

وفي الحالات التي لا يحدث فيها هذا الإخصاب الطبيعي ويفشل العلاج الدوائي أو الجراحي يأتي دور عمليات الوسائل المساعدة على الإنجاب.

 

أسهل مراحل الوسائل المساعدة على الإنجاب هو التلقيح الصناعي:

ويقصد به حقن السائل المنوي داخل تجويف الرحم ويعتمد على تقريب المسافة المطلوبة من الحيوانات المنوية قضائها للوصول إلى البويضة كما يعتمد أيضاً على تلافى التواجد في البيئة المهبلية والتي قد تكون غير مناسبة له.

وقبل استخدام التلقيح الصناعي ينبغي التأكد من أن أنابيب فالوب سليمة ويتم إجراء التلقيح الصناعي في حالات الضعف المتوسط لعدد أو حركة الحيوانات المنوية (من 5 إلى 20 مليون سم3) أو حالات العقم المناعي أو غير المفسر أوعند وجود أسباب تمنع الجماع بالصورة السليمة.

ويمكن تكرار التلقيح الصناعي في حدود ثلاث مرات ونسبة نجاحه تتراوح من 10 إلى 20 % حسب الحالة.

 

أما بالنسبة لأطفال الأنابيب:

فقد بدأت سنة 1978 بولادة الطفلة (لويز براون) وقد نشأت في البداية لعلاج حالات السيدات التي لديهن انسداد في قنوات فالوب وتعتمد على تنشيط التبويض عن طريق الحقن ثم متابعة التبويض حتى الوصول إلى عدد معين وحجم معين ثم سحب هذه البويضات عن طريق إبرة موجهة بالموجات فوق الصوتية المهبلية ثم إضافة عدد معين من الحيوانات المنوية لكل بويضة وتترك في الحضانة لمدة حوالى ستة عشر ساعة حتى يحدث الأخصاب تلقائياَ ثم يتم حفظ البويضات المخصبة بالحضانة ونقلها بعد حوالى ثلاث أيام لرحم الأم .

 

في سنة 1992 حدث تقدم علمي أخر عن طريق الحقن المجهري (ICSI ):

الذي يعطى نتائج أفضل وتكلفة مساوية وينفع في حالات أكثر وبالذات الحالات الناتجة عن الضعف الشديد للحيوانات المنوية وفى الحالات التي لا توجد بها حيوانات منوية بالسائل المنوي يتم استخدام عينة من الخصية للحصول على الحيوانات المنوية ( TISI ) ويتفق الحقن المجهري مع أطفال الأنابيب في الخطوات الأولى ولكن بعد سحب البويضات ينتقى حيوان منوي واحد تحت الميكروسكوب ويتم حقنة داخل البويضة أي أن مرحلة الإخصاب تتم عن طريق الحقن ونسبة نجاح الحقن المجهري تتراوح بين 25 إلى 45% حسب الحالة ومن أهم العوامل التي تؤثر على نسبة النجاح عمر الزوجين.

وفى بعض الحالات قد نلجأ إلى تجميد السائل المنوي للاحتفاظ به كما يمكن أيضاَ تجميد الأجنة في حالة وجود أجنة زائدة عن الحاجة وذلك لاستخدامها في دورات أخرى ويمكن حفظ الخلايا مدة طويلة قد تصل إلى عدة سنوات بدون تأثر.

 

ومن  الأشياء التي قد يساعد فيها الحقن المجهري تحديد جنس المولود ويتم ذلك عن طريق إجراء التشخيص الوراثي للأجنة واستبعاد الأجنة الذكرية أو الأنثوية حسب طلب الزوجين واستخدام الأخرى للحصول على الجنس الذي يرغب به الزوجين ويكون الحمل في حالة حدوثة يحتوى على الجنس المراد فقط بنسبة نجاح قد تصل إلى 99%.

 

ويأتي لنا العمل كل يوم بالجديد في مجال علاج حالات تأخر الحمل فقد تم اكتشاف استخدام الليزر

وذلك لعمل فتح في القشرة الخارجية للجنين أو ما يسميه  العامة التفقيس ( Leaser Hatching ) لزيادة قدرة الجنين على الانغماس في الغشاء المبطن للرحم وبالتالي زيادة فرص النجاح .

كما تم استحداث تصوير البويضة ( Oocyte imaging ) وذلك للابتعاد عن مناطق تواجد الكروموسومات الوراثية أثناء الحقن وبالتالي زيادة فرص وجود الأخصاب .

أما بالنسبة للتشخيص الوراثي للأجنة ((PGD فهو يساعد على استبعاد الأجنة التي تحتوى على أمراض وراثية وحقن الأجنة التي لا تحتوى على تلك الأمراض.

كما يتم استحداث النقل في اليوم الخامس في رحلة المضغة (Expanded blastocyst ) وإن كان هناك خلاف لايزال قائم على جدوى هذا الأسلوب وإن كانت أحدث الدراسات بالولايات المتحدة الأمريكية تؤكد أن استخدام هذا الأسلوب يزيد من فرص النجاح.

وقد كان أستحداث التكبير المورفولوجى للحيوانات المنوية والتي تتيح تكبير الحيوانات المنوية بنسبة تصل إلى 400 مرة فتح جديد لعلاج حالات تشوهات الحيوانات المنوية والتي كان لا يوجد لها علاج في السابق.

ويوم بعد يوم يفاجئنا العلماء بكل جديد لإعطاء أمل أخر للحالات المستعصية ودعونا نأمل أن يرزق الله كل زوجين بذرية صالحة إن شاء الله.

 

إغلاق
error: Content is protected !!