صحة الفم والأسنان أثناء الحمل

صحة الفم والأسنان أثناء الحمل

منذ أربع سنوات كانت العيادة تشارك في إحدى القوافل العلاجية  ودار هذا الحوار بيني وبين إحدى المترددات: “مدام هدى هل أنت حامل؟”، “لا أدري يا دكتور”، “طيب هل يمكن أن تجري تحليل الحمل للتاكد؟”. بعدها بيومين قالت لي المريضة: ” دكتور أنا حامل كيف عرفت ذلك..أنا كنت أشكو من اللثة فقط؟”.

دار هذا الحوار بيني وبين احدى المريضات في عيادة الأسنان وقد نبهني هذا الموقف لأهمية توعية المرأة الحامل للمشاكل اللي يمكن أن تتعرض لها مبكرًا أثناء فترة الحمل الخاصة بصحة الفم والأسنان وكيفية تجنبها والتغلب عليها.

 

بصفة عامة تتميز فترة الحمل بحدوث تغيرات هرمونية ونفسية في الجسم يجب التعامل معها بحكمة حتى تمر تلك الفترة بسلام وبأقل مضاعفات.

 

أحيانًا يرافق فترة الحمل حدوث قيئ الصباح وهو من أكثر مظاهر الحمل وضوحًا، ودائمًا ما ننصح الأم بشرب الماء أو المضمضة بعد القيئ وهذا حتى نخفف من أثر الأحماض الموجودة بالقيئ على الأسنان، حيث تعمل تلك المادة الحمضية على تآكل سطح الأسنان مما يجعلها عرضة لتكون طبقة البلاك والبكتيريا المسببة للتسوس. ونتيجة الضغوط النفسية والتغيرات الفيسيولوجية قد تهمل الحامل الإهتمام بنظافة وغسل أسنانها أو تغير عاداتها الغذائية، وطبعا لا نستطيع أن ننس الوحام وكيف أنه يمكن أن يدفع بعض الأمهات لتناول كميات هائلة من السكريات والنشويات. هذه العوامل كلها بالإضافة لوجود مواد حمضية على الأسنان يمكن أن تؤدي إلى بداية تسوس من غير المستحب وجوده في فترة الحمل أو غير فترة الحمل.

 

ولا تقتصر التغيرات على الأسنان فقط، بل تمتد إلى اللثة حيث تصبح أكثر عرضة للإلتهاب وسهلة النزيف مع وجود “لخلخة” بسيطة بالأسنان (وهذه من الأعراض التي يمكن أن يعرف بها طبيب الأسنان بحدوث الحمل قبل طبيب النساء والتوليد) ويصاحب بعض حالات الحمل وجود بعض الكتل اللحمية الصغيرة على اللثة والتي عادة ما تختفي وحدها بعد الحمل ونادرًا ما يحدث معها تدخل جراحي.

 

ومن أجل التغلب على مشاكل الأسنان المعرضة لها الحامل دائما ما أنصح مريضاتي الحوامل بهذه النصائح:

1- تناول الغذء المتوازن، وهو شيء مطلوب لجسم الأم ولتغذية الجنين.

2- الحفاظ على نظافة الفم وغسيل الأسنان بفرشاة ناعمة جديدة وادخال الفرشاة للأسنان الخلفية، كما أن استخدام غسول الفم أوالمضمضة تساعد كثيرًا في تقليل الآثار الجانبية التي تطرأ على الفم والأسنان.

3-زيارة طبيب الأسنان للإطمئنان وعلاج أي عارض بسيط في فترة الحمل الأولى قبل الدخول في الشهور الأخيرة التي تصبح فيها الحركة أصعب، وأفضل فترة لعلاج الأسنان هي الثلث الثاني من الحمل.

 

تذكري أيتها الأم المستقبلية أن بداخلك جنينًا ينمو ويحتاج إلى كل الرعاية والإهتمام فلا تزعجيه بإهمال التغذية المناسبة لأهم فترة في مراحل تكوينه. وأخيرًا، اصبري على آلام الحمل فتحت قدميك توجد الجنة وجنتك هي ابتسامة من طفلك وهو يلهو بصحة جيدة.

 

إغلاق
error: Content is protected !!