كيف تتعاملين مع أمراض الصيف عند الأطفال

بدأ فصل الصيف والذي يكون مصحوبًا بالحرارة والتراب اللذان يسببان الكثير من الأمراض عند الأطفال، وبالتالي يجب أن نقي أطفالنا حتى لا يعانون من أي متاعب صحية في الفيديو أسفل الموضوع يشرح د. رفعت الجابري أهم الأمراض المرتبطة بفصل الصيف وكيفية التعامل معها.

النزلة المعوية

عندما تصيب النزلة المعوية الطفل يبدأ في القيء والإسهال، وهما عرضان مقلقان لأن جسم الطفل يتكون في معظمه من الماء، فإن أصاب الطفل القيء والإسهال قد يفقد جزءًا كبيرًا من الماء مما يعرضه للجفاف.

ويعتبر الجفاف مشكلة كبيرة في الأطفال، حيث قد يسبب خلل في أملاح الصوديوم والبوتاسيوم، لأن فقد السوائل قد يتسبب في ارتفاع نسبة الصوديوم في الدم بشكل كبير مما قد يؤدي إلى نزف في المخ –لا قدر الله، لذا فإن أهم علاج في حالة النزلة المعوية هو محلول الجفاف الذي بفضل الله أنقذ ملايين الأطفال رغم بساطته.

إذن فإن بدأ الطفل في القيء والإسهال؛ أول علاج نبدأ به هو إذابة كيس محلول الجفاف -وهو رخيص جدا ومتوفر في الصيدليات– في 200 سـم ماء، ويجب تحري الدقة عند تحضيره واستخدام 200 سـم بالضبط دون زيادة أو نقصان حتى لا يختل تركيز المحلول، ويفضل أن يكون الماء بارداً قليلًا حتى يتقبل الطفل طعمه، وأنصح الأم أن تجعل كوب المحلول الذي حضرته بجوارها، وتعطي الطفل ملعقة كل دقيقة بشكل مستمر، فقليلٌ دائم خير من كثير متقطع، حيث أن الطفل عندما يصاب بنزلة معوية ويبدأ بفقد السوائل قد يشعر بالعطش الشديد، فعندما تناوليه المحلول يشربه سريعا وممكن أن يتناول الكوب بأكمله دفعة واحدة ثم يتقيأ بعدها لأن معدة الطفل صغيرة، لذلك يجب إعطاء المحلول للطفل ببطء.

متى يحتاج الطفل أن يذهب للمستشفى؟

عندما تتسبب النزلة المعوية في قيء مستمر للطفل حتى عندما يتم إعطاؤه المحلول بمعدل بطيء (ملعقة كل دقيقة) وقتها يجب التوجه بالطفل للمستشفى وهناك يتم إمداده بالمحاليل الوريدية لأن أهم خطوة في علاج النزلة المعوية هي تعويض السوائل التي يفقدها الطفل. هذا بالإضافة إلى تحليل هام يجب القيام به للأطفال المصابين بالنزلة المعوية والجفاف؛ وهو تحليل لقياس نسبة أملاح الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم، وعند زيادة نسبة الصوديوم يجب تعويض السوائل التي فقدها الطفل بمنتهى البطء، حيث يجب خفض نسبة الصوديوم بمعدل بطيء لأن خفضها بسرعة قد يسبب نزف في المخ.

ما هي المؤشرات على أن طفلك مصاب بالجفاف وأن نسبة الصوديوم مرتفعة؟

يمكن معرفة إن كانت نسبة الصوديوم لدى طفلك مرتفعة بأن تضعي إصبعك على لسان الطفل، فإن الطبيعي أن يبتل الإصبع باللعاب أما إن وجدته جافًا تماما كقطعة الخشب وخالٍ تمامًا من أي سوائل هنا قد يكون طفلك مصاب بالجفاف وفي مرحلة متقدمة والذي قد يكون مصحوباً بارتفاع نسبة الصوديوم في الدم، وهنا يجب التوجه به فورا إلى المستشفى، لأن مضاعفاته قد تكون في منتهى الخطورة.

أما الأطفال الأكبر عمراً مثلا أربع أو خمس سنوات، فعندما يذهب الطفل للنادي مثلا ويتناول طعامًا من الخارج كالوجبات السريعة وتظهر عليه أعراض كالقيء والإسهال، ويكون البراز ذا رائحة كريهة بل وقد يحتوي على مخاط أو دم، وحالته العامة تصبح غير متزنة، فبعد أن كان نشيطًا ويلعب بحيوية، يصيبه الخمول والإرهاق وترتفع درجة حرارته قليلًا، هنا يكون الطفل قد أصيب بحالة تسمى بالدوزنتاريا Dysentery.

الدوزنتريا

هي ميكروب يدخل الجسم عن طريق الماء أو العصائر الملوثة أو عن طريق الأكل الملوث؛ مثل اللحوم المحفوظة ( اللانشون والبسطرمة والبرجر أو دجاج غير مطهي بشكل كافٍ).

فتلك الأطعمة قد تحتوي على ميكروب يسمى السالمونيلاSalmonella هذا الميكروب أعراضه كثيرة؛ منها الدوزنتريا أو النزلة المعوية عند الأطفال، وعلاجها يكون بشكلٍ أساسي بتعويض السوائل المفقودة. لذا فإن محلول الجفاف هو من الإسعافات الأولية الواجب توافرها بالمنزل.

أحيانا نجد أن الأطفال الأكبر عمرًا يرفضون محلول الجفاف أو لا يستسيغون طعمه، هنا يمكن إعطاء سوائل كعصير الليمون أو المياه الغازية البيضاء أو حتى الماء، كما يجب أن يخلو طعام الطفل المصاب بنزلة معوية من منتجات الألبان، وإعطاؤه طعاما صلبًا كالبطاطس والجزر والتفاح والأرز، فلا نعطيه زبادي أو جبن أو لبن، لأن منتجات الألبان مع النزلات المعوية قد تصيب الأطفال بما يسمى lactose intolerance أو (عدم قابلية هضم سكر اللبن) فنجد أن منتجات الألبان تزيد من عرض الإسهال.