كيف تكون التربية الرياضية علم وفن

كيف تكون التربية الرياضية علم وفن

كتب حسن معوض- رائد مناهج البحث في التربية البدنية بمصر- انه من الصعب ان نطلق على التربية الرياضية انها علم, لانها تنتسب الى الدراسات الانسانية، فهي كلها بعيدة عن العلم بمفهومه التقليدي, لان العلم يتميز بالمنهجية العقلانية السليمة التي من اهم سماتها الدقة والثبات والموضوعية, بينما سلوك الانسان كله يهدف إلى الذاتية ويفتقر الى الدقة والثبات.

علم التربية البدنية، من أهم العلوم التي يجعلها الكثير، ولكن يستدرك حسن معوض في رأيه عن التربية البدنية, مشيرا الى ان المعرفة تسمو الى مستوى العلم اذا توافرت لها ثلاثة:

موضوع معين (او عدة موضوعات في نسق معين)

منهج واضح يتبعه الباحثون للوصول الى تعميمات تفسر ظواهر الموضوع.

قوانين او نظريات توصل اليها العلماء.

علم التربية البدنية

وهو يعتقد ان التربية البدنية والرياضة قد استوفت هذه الشروط او العناصر اللازمة لكي تطلق على المعرفة ” علم ” اذا استوفتها, فضلا عن استيفائها خطوات المنهج العملي في البحوث.

من الأولى ان يصبح علم الرياضة علما، فقد يشمل دراسة الكثير من عضلات الجسم، ويرى عباس الرملي ان كثيرين يعتقدون ان التربية البدنية والرياضة علم, فاذا لم تكن علما حتى الان فانها يجب ان تسعى الى ان تصبح علما.

علم التربية الرياضية علم اللياقة البدنية ، ولكنه يشير الى خطورة التأكيد على الجانب العلمي التربية البدنية والرياضة وتجاهل او اهمال الجانب الفني بها, ذلك لان للتربية البدنية لها طابعها الفني مثلما لها جانبها العلمي, وانه من الخطورة الميل في اتجاه جانب معين بذاته على حساب الاخر.

و علم الرياضة و التربية البدنية ، في هذا السياق لا يضيرها ان تشتمل على عناصر ومكونات واسس الفن والعلم في ان واحد , فهذا لا يقلل في شأنها , بل على العكس يثريها , ويعمل على توطيد اركان نظامها الاكاديمي , وخاصة بعد ان بات في حكم المستقر أن التربية البدنية والرياضة نظام معرفي بيني ( بين النظم
Interdiscip Linary Approach)، اي نظام يستقي اصوله من علوم وفنون متقدمة في سبيل تأسيس بنيته المعرفية على اسس راسخة.

الدراسة الرائدة لعلم الرياضة:

يعتقد الباحثون في مجال أصول التربية البدنية والرياضية أن أول ما تناول قضية النظام في التربية البدنية هو الباحث الامريكي فرانكلين هنري franklin henry, والذي نشر دراسة عام 1964 بعنوان :”physical Education Academic Disciplione” (التربية البدنية: نظام معرفي دراسي), والذي عرفه على اساس :

النظام المعرفي الدراسي هو بنية معلومات منتظمة متماسكة اجمالا في مقرر رسمي للتعليم, واكتساب هذه المعلومات يفترض أن يكون هدفا مناسبا وجديرا بذلك, بدون أي نموذج أو متطلب للتطبيق العلمي , والمضمون ينبغي أن يكون نظريا علميا تميزا له عمل هو تقني أو مهني ”

وفي دفاعه عن التربية البدنية كنظام دراسي, أوضح هنري ما نصه في التالي:

“هناك بالطبع نظام علمي من المعلومات الاساسيه للتربية البدنية , والتي تتكون من اجزاء معينة من هذه الانظمة المتنوعة كالتشريح, الفيزياء والفزيولوجي, الانثربولوجيا الثقافية, التاريخ وعلم الاجتماع , وكذلك علم النفس, ومحور الاهتمام يركز على دراسة الانسان كفرد يشترك في الاداءات الحركية الاخرى التي تثمر فيما جمالية, أو يخدم كتعبيرات عن طبيعته البدنية والتنافسية متقبلا تحديات قدراته في مواجهة البيئة المعادية , ومشتركا في أنشطة وقت الفراغ والتي تزايدت أهميتها في ثقافتنا “.

وتتكون هذه السلسلة المتوالية للاهداف من :

الهدف الاجتماعي العام للتربية

الاهداف العامة لمنهاج تربوي

الاهداف المتصلة بدراسة معينة أو برنامج معين

الاهداف المتصلة بوحدة دراسية معينة أو برنامج معين

الاهداف بالنسبة لدرس يومي أو درس معين أو نشاط معين.

ويصف هذا الفصل الأهداف الاجتماعية العريضة والاهداف العامة للتربية والتربية الرياضية، وسوف تنال المستويات الاصغر من الاهداف حظها من المناقشة في الفصول التالية ، أما بالنسبة لطريقة التدريس الخاصة، فأيها إنما يتصل مباشرة بأهداف دراسة معينة ووحدة دراسية وعمل يومي، هذه المستويات لها استنتاجاتها المباشرة في اختيار الطريقة الملائمة، أما بالنسبة للأهداف العامة للتربية والتي تعطي توجيها أساسيا لأهداف البرامج الخاصة فلابد وأن تكون مفهومة لأي دارس لطرق التدريس.

إغلاق
error: Content is protected !!