للاستمتاع بالعيد.. رفقاً بمعدتك من «الكحك» و«الفسيخ»

للاستمتاع بالعيد.. رفقاً بمعدتك من «الكحك» و«الفسيخ»

بعد صيام 30 يوماً يبدأ الناس في أول يوم العيد بتناول عدد من الأطعمة والمأكولات على رأسها “الكعك” والأسماك المملحة كالرنجة والفسيخ والملوحة.. ونتيجة للتغير المفاجئ في مواعيد تناول الوجبات ونوعياتها يعاني الكثيرون من عدد من العوارض الصحية الناجمة عن العبء الكبير الذي يفاجأ به جهازنا الهضمي دون سابق إنذار مثل تلبك معوي، إسهال حاد، تسمم غذائي، انتفاخ.

كيف يمكن تجنب اضطرابات المعدة بعد فترة الصيام؟ ما هى شروط تناول مأكولات العيد بشكل صحي وآمن خاصةً لمرضي الحالات المزمنة.. نحاول خلال السطور القادمة التركيز على بعض النصائح الخاصة كي لا يقع الكثير منا في مشاكل مع معدته في هذا الأيام الجميلة.

نصح الدكتور حسني الفيومي استشاري الكبد والجهاز الهضمي بجامعة المنوفية، المصريين بأن يرفقوا بمعدتهم في عيد الفطر والعودة بالتدريج إلى النمط الغذائي لما قبل رمضان حتى يعود الجهاز الهضمي للعمل بشكل طبيعي، مع ضرورة عدم الإسراف في الأكل.

وأول خطوة لعدم إرباك الجهاز الهضمي وحدوث تلبكات معوية، عدم الإفراط في تناول الحلويات صباح يوم العيد مثل، الكحك والحلوي والبسكويت، وبدء وجبة الإفطار بالخبز والجبنه والبيض، وذلك لأن الحلويات تحتوي على نسب عالية جداً من الدهون والسكريات، وهى مصدر مركز للطاقة.

وينصح بتناول الفواكه بعد الأكل لإحتوائها على كميات عالية جداً من البوتاسيوم والأملاح المعدنية التي تساعد على الهضم، محذراً من تناول كوب الشاي بعد الأكل مباشرةً، لأنه يمتص الحديد الموجود بالجسم، ويمكن استبداله بعصير الليمون بالنعناع.

وطالب الفيومي بضرورة التعامل مع الرنجة والأسماك المدخنة بالغلي في الماء أو الزيت للتخلص من سمومها، بالإضافة إلى تجنب شراء الأسماك المملحة قدر الإمكان لخطورتها على الصحة وعدم شراء الأسماك من أماكن مجهولة المصدر، وأن الأسماك المدخنة والسالمون الأكثر أماناً يليها الرنجة المدخنة.

وإن كان لابد من تناول الأسماك المملحة فينصح بإضافة الليمون وتناول الخس والخيار، وذلك لتجنب الإصابة بارتفاع حموضة المعدة، كما ينصح بغسيل الفسيخ والسردين بالخل المخفف مع عصير الليمون لتقليل نسبة الملح به، مع إضافة زيت الزيتون أو عباد الشمس.

احترس من الفسيخ

وعن أخطار تناول الأسماك المملحة، أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن زيادة الملح في الطعام يؤدي إلى احتجاز الماء داخل الجسم فيزيد الوزن ويضر القلب, يرفع ضغط الدم، يضر الكلى والكبد، كما يزيد احتمالات السكتة الدماغية والجلطات وهشاشة العظام ويضاعف الأزمات الربوية، فبالتالي تناول هذه الأسماك قد يدمر أجهزة الجسم ويسبب الوفاة، وذلك لأن عملية تصنيع الأسماك المملحة تساعد على نمو البكتيريا اللاهوائية.

كما أن هذه الأسماك قد تكون منتهيه الصلاحيه أو غير صحية، وذلك نتيجة لقلة الملح بالفسيخ أو عدم تركه وقتاً كافياً لمدة لا تقل عن 30 يوماً، كما أنه يتم تركه مكشوفاً فيتلوث بالأتربه والرصاص والحشرات كالذباب، مشيراً إلى أن أي فساد أو تلوث به لا يستطيع المستهلك اكتشافه بالعين المجردة أو حاسة الشم، لأن طبيعة رائحتها النفاذة تغطي على أي روائح فاسدة, فلا يستطيع المستهلك التعرف على التالف منها.

وعن أعراض التسمم الغذائي، يؤكد بدران أن أعراضه تبدأ بعد عدة ساعات إلى 36 ساعة من تناول الفسيخ الفاسد، أن الأعراض الأولى للتسمم تظهر بعد 8 إلى 12 ساعة من تناول الفسيخ، وهى عبارة عن زغللة في العين وازدواجية في الرؤية وجفاف بالحلق وصعوبة في الكلام والبلع وضعف بالعضلات تبدأ بالأكتاف والأطراف العليا وتنتقل إلى باقي الجسم، بالإضافة إلى ضيق في التنفس وفشل في وظائف التنفس التي من الممكن أن تؤدى إلى الوفاة.

وأوضح بدران أن سموم الفسيخ لا يبطل مفعولها إلا عند تعرضه لدرجة حرارة مائة مئوية‏,‏ ولمدة عشر دقائق عن طريق القلي في الزيت‏,‏ وأن الرنجة هى البديل الآمن للفسيخ‏,‏ نظراً لطهيها وتعرضها للحرارة الشديدة.‏

وحذر بدران من تناول الفسيخ للأشخاص الذين يمثل لهم خطراً على صحتهم، وهم الأطفال والحوامل والمرضعات، ومرضى القلب والكبد والكلى وقرحة المعدة، لذا ينصح بدران بعدم الإسراف فى تناول الأسماك المملحة وتناول السمك المشوي والسلطه وشرب عصير الليمون.

لمدمني الرشاقة

ينصح بدران بتناول من 4 – 5 وجبات يومية مع تصغير حجم الوجبات وتجنب الإفراط فى تناول الأغذية الدسمة وتناول الفاكهه بدلاً من حلوى العيد وشرب عصائر الفاكهه الطبيعية بدلاً من المشروبات الصناعية والمياه الغازية إلى جانب تناول الخضراوات النيئة الطازجة، لإحتوائها على الألياف التي ترفع المناعة.

وللمزيد من الاحتفاظ بالرشاقة، ينصح بضرورة أن يتم تناول كعك العيد بشكل معتدل بحيث لا تزيد الكمية عن كعكتين، لأن الكعكة الواحدة بها‏200‏ سعر حراري والغريبة‏120‏ سعراً حرارياً والبتي فور الواحدة‏90‏ سعراً حرارياً، فإذا تناول الفرد 6 كعكات يحصل على 1800 إلى 2400 سعر حراري، وهى نفس الكمية التي يحتاجها الشباب البالغ يومياً.

ونصح بالإقلال من الدهون الحيوانية كالزبد والسمن البلدي في صناعة كعك وحلوى العيد، واستخدام بدائل لها، خاصة من الزيوت النباتية المستخلصة من فول الصويا، زيت عباد الشمس والذرة.

نصائح للمرضى

دعا بدران مرضى السكر وارتفاع الدهون وارتفاع ضغط الدم ومرضى القلب وذوي الأوزان الزائدة إلى عدم الإفراط فى تناول حلوى العيد لغناها بالدهون والسكريات مما يجعلها مصدراً مركزاً للطاقة، مشيراً إلى أن الكعكة الواحدة توفر مابين 300 -400 سعر حراري.

– مرضى السكري، عليهم عدم الإفراط في تناول السكريات والنشويات حتى لا تؤدي إلى ارتفاع في مستوى سكر الدم، وتوزيع الوجبات إلى 5 – 6 وجبات صغيرة. والعودة إلى تناول أدويتهم سواء الأقراص أو الأنسولين بانتظام كما كان الوضع قبل شهر الصوم، وممارسة الرياضة يومياً.

– مرضى القلب، عليهم تجنب تناول وجبات كبيرة يمكن أن ترهق القلب، وتقسيم الوجبات اليومية إلى ست وجبات صغيرة مع الإقلال من الملح والدهون، كذلك المشروبات المحتوية على الكافيين، مثل الكولا، الشاي، القهوة، والشوكولاته.

– مرضى ارتفاع ضغط الدم والكلى، عليهم تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على الملح والدهون، مثل المكسرات المالحة، الأجبان، المخللات، اللحوم المُدَخَنة. وعليهم الإكثار من شرب الماء، حيث إنه يخفف من ضغط الدم المرتفع، ويحمي نسيج الكلى من الأثر السلبي لضغط الدم المرتفع.

– مرضى قرحة المعدة، عليهم تجنب تناول وجبات كبيرة وتقسيم الوجبات إلى عدة وجبات صغيرة والتقليل من تناول الأطعمة الدسمة والمقليات والأطعمة كثيرة البهارات والصلصات والمشروبات المحتوية على الكافيين مثل الكولا، الشاي، القهوة، والشوكولاته.

– مرضى السمنة، عليهم تجنب الإفراط في تناول الحلويات والأطعمة الدسمة أيام العيد وتخصيص جزء من إجازة العيد لممارسة أي نشاط رياضي مناسب وعدم الخمول الذي يؤدي إلى البدانة والسمنة.

إغلاق
error: Content is protected !!