مفهوم الوصية وماهي انواع الوصية وشروطها
وضع الله سبحانه وتعالى في الدين الإسلامي النظام الذي يسيل به العبد حتى يتوفاه وما إن يتوفي العبد حتى تذهب جميع الأموال إلى ذريته والورثة ولأن ديننا الحنيف وضع كل شيئ مهما بلغ كبير أو صغير في الحسبان فقد وضع الأسس الخاصة بتقسيم الميراث حتى مسألة الديون التي على المتوفي أمر الدين بأن يتم حساب الديون التي على المتوفي والقيام بإستخراج أموالها من التركة والعمل على تأدية حتى لا يحاسب بها بعد موته , بعد ذلك يتم الإنتقال إلى الوصية التي كتبها المتوفي قبل موته والعمل على تنفيذ الوصية بما يتعارض مع شرع الله ثم بعد ذلك يتم تقسيم التركة وإعطاء كل وريث نصيبة المفروض له والمعمول به في ديننا الحنيف .
مفهوم الوصية :
الوصية في تعريفها هي عبارة عن ورقة يقوم بكتابتها الشخص قبل موته وذلك من خلال تخصيص جزء من المال لشخص معين قد لا يكون طرف في تقسيم التركة أو فئة معينة وبعد موته يكون واجب على الأبناء والورثة تنفيذ ماجاء فيها قبل القيام بتقسيم الأموال وذلك بما لا يتعارض مع شرع الله .
أيضاً بالنسبة للوصية التي تخصص جزء من التركة لأحد الورثة فقد إتفق فيها علماء المسلمين الثلاثة وهم الشافعي والحنفي والحنبلي حيث قالوا أنه إذا كانت الوصية تخصص جزء من التركة لأحد الورثة الذي له نصيب من الميراث على حسب الدين الإسلامي فإنه تتم ولكن بشرط وهو أن يكون جميع الأطراف التي تدخل في الورث أي الورثة الشرعيين متفقين على على الوصية أما إذا لم يتفقوا فهذا معناه عدم إشتراط تنفيذ الوصية .
أما رأي الإمام الرابع وهو الإمام المالكي فقد جاء مذهبة مخالف لهذا الرأي حيث أنه رأي أن الوصية التي يتم فيها تخصيص جزء من التركة لوراث فإنها لا تجوز ولكنها تجوز لغير الوراث وذلك إستناداً إلى الحديث فيما معناه أن الرسول صلى الله عليه وسلم ( أن الله قد أعطى لكل ذي حق حقه فلا وصية لوارث ) , أما في حالة قبول الورثة الشرعيين على قبول الوصية الخاصة بالوارث وعملوا على تنفيذها بكل رضا فإن تلك الحالة يطلق عليها من وجهة نظر مذهب الإمام المالكي أنه وتبرع ويتم سريان عليها الأحكام الخاصة بالتبرع في التركة وليس الأحكام الخاصة بالوصية الشرعية مع أخذ الحذر أن الوصية تكون لغير الوارث في حوالي الثلث من الميراث لا أكثر وذلك رجوعاً إلى موقف الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاءه صحابي يسأله على نسبة الوصية قال له الثلث .
في حالة وصية المتوفي تخصيص أكثر من للثلث للوراث ففي تلك الحالة يكون شرط إعطاء الجزء الأكثر من الثلث متوقف على رضا الورثة الشرعيين الأطراف الأساسية في التركة .
الأركان الرئيسية التي يجب توافرها في الوصية :
- الموصي : وهو صاحب الوصية في الأساس وهو الجهة التي تم إصدار الوصية منها ويكون الشخص المتوفي .
- الموصي إليه : وهو الشخص أو مجموعة الأشخاص الذين صدرت من أجلهم الوصية .
- الموصي فيه : وهو مقدار مبلغ من المال أو أي شيئ يندرج تحت مسمى الميراث .
- صيغة الوصية : وهي التي يجب أن تشمل جميع شرط الخاصة بالقبول من ناحية الإيجاب من الموصي والرضا والقبول من الموصي إليه .
انواع الوصايا :
للوصية عدة أنواع نذكر أشهرها وهي :
- الوصية الواجبة : وهي الوصية التي تختص بالديون التي على المتوفي أو الودائع أو الأمانات السرية التي لا يكون يعلمها إلى الشخص الموصي حيث أنها في الأصل رد الديون من خلال قضاء الحقوق الشرعية وهي الخاصة بالكفارات أو الزكاة للرضا الله سبحانه وتعالى أو التي تختص بالأشخاص مثل الديون أو الأموال المسروقة أو الودائع وغيرها من الأمور التي يجب أن ترد إلى الناس .
- الوصية المحرمة : وهي من أنواع الوصايا التي يحرمها الدين والشرع والتي تدور حول القيام بذنب أو معصية مثل التوصية مثلا ببناء مرقص أو كنيسة أو معبد أو الوصية التي توصي بإعطاء حقوق ورثة إلى ورثة آخرين والإضرار بهم مما يؤدي إلى نزوع الخلافات بينهم وهي من الوصايا المحرمة والمرفوضة .
- الوصية المباحة : وهي من أنواع الوصايا التي حللها الشرع والدين وهي الخاصة بالوصية من غني بتخصيص مبلغ للأغنياء سواء كان من الأقارب أو الأجانب .
- الوصية المكروهة : وهي الوصايا التي تنطوي على وصية من فقير إلى آخرين والورثة في حاجة إلى ماله .
- الوصية المستحبة : وهي الوصية التي تنطوي على التوصية للأقارب خارج الورثة الشرعيين والتوصية للمساكين والفقراء وإبن السبيل والجهات الخيرية حيث تكون صدقة جارية للمتوفي .
الشروط الأساسية الخاصة بصحة الوصية :
هناك عدد من الشروط التي يجب على الموصي مراعاتها في الوصية والتي يتوقف عليها صحتها :
- أن يكون الموصى معة المال الكافي أو أهل للتبرع .
- أن يكون الموصي قام بالتوصية بكامل إرادته دون قيام شخص أو أحد بإجباره .
- أن يكون الشيء الخاص الذي قام بالتوصية به يملكة الموصي .
- يجب التأكد من أموال الموصي والجهة الخاصة به حيث تكون جهة خير وتبتعد عن جهة المعصية .
- أن لا يتم التوصية أكثر من ثلث المال .
- يجب أن يكون هناك رضا وقبول من الموصي وذلك عن طريق الكتابة أو القبول وذلك قبل وفاته كما يجب قبول الموصي له بالوصية .
