أكثر ما يثير أعصاب الأم رفض طفلها تناول الطعام، وشعورها بانه لا يحصل على ما يحتاج إليه لينمو بشكل جيد، ولكن..من يقرر الكمية التي يحتاج إليها الطفل، هو نفسه أم الأم؟
الإجابة العلمية والتي لن تعجب الأمهات هى أن الطفل هو من يجب أن يقرر متى يتوقف عن تناول الطعام، وذلك عندما يشعر بالشبع، ومسئولية الأم تنحصر فقط في تقديم اختيارات صحية متنوعة وترك الطفل يحدد الكمية التي يحتاج إليها وعندما يظهر شبعه -بطريقة من الطرق التالية- فعليها أن تحترم ذلك ولا تلح عليه في تناول المزيد:
- يغلق فمه بإصرار ورفض أن يفتحه.
- يعبر بأي لفظ يعرفه عن عدم رغبته.
- ينظر بعيداً عن الطعام ولم يهتم بالنظر إليه.
- يحاول دفع الطعام بعيداً عنه.
- يترك الطعام في فمه بدون مضغ أو بلع لفترة.
- يبصق الطعام.
- يحاول ترك مكان الطعام والجري بعيداً عنه.
- يبكى
- يبدى رغبة في القيء.
هذا بالنسبة لكمية الطعام، فماذا عن نوعيته هل الطفل هو من يحدد أي هل تخضع الأم لرغباته في أن يأكل هذا ولا يأكل ذاك؟ الإجابة هذه المرة (لا) ففي كثير من الأحيان يكتفي الطفل الدارج بنوع أو نوعين من الطعام ويرفض تجربة غيرهما وأحينا ونتيجة خوف الأم من بقاء صغيرها جائعاً ترضخ لرغبته وهذا خطأ يزيده إصراراً بعد ذلك على هذه الأصناف دون غيرها، وأحياناً يرفض الطعام بشكل عام وهذه المشكلة يمكن حلها والحل يكمن في الخطوات التالية:
إقرأ أيضا:مولود الأسد..يمتلك روح القيادة
-
- تناولي الطعام مع طفلك قدر الإمكان فللأفعال صوت أعلى من الكلمات، فمهما قلتِ له أن البامية مثلاً جميلة ستكون مشاهدته لكِ وأنتِ تأكلينها أعظم أثراً حتى ولو بعد عدة مرات، ستفاجئين به في يوم يقلدك ويأكل مما تأكلين.
- أثناء تناولك للطعام حدثي طفلك عن إعجابك بطعمه وأظهري كم أنت سعيده بتناوله من خلال تعبيرات وجهك فهذا سيثير فضول الصغير لتجربته، ولكن لا تتعجلي فهذا لا يحدث إلا بالتكرار، ويمكن أن يحدث بعد عشر محاولات، فلا تيأسي.
-
- إذا كان بإمكانك دعوة أطفال من عمر أبنك لتناول الطعام معه سواء أبناء الجيران أو الأصدقاء أو الأقارب قومي بذلك ولو مرة في الأسبوع فالصحبة تشجع الصغار على الأكل ولو على سبيل التقليد.
- لا تتأخري في تقديم الطعام لطفلك لأنه إذا وصل لمرحلة الجوع الشديد وعلى عكس الشائع فإنه لن يأكل.
-
- إذا كان طفلك مجهداً أو متعباً من اللعب والحركة قدمي له كوب من الزبادي أو ثمرة فاكهة ودعيه ينام، وبعد أن يستيقظ قدمي له وجبة كاملة، لأن التعب والرغبة في النوم يجعلان الصغير غير راغب في تجربة أي طعام جديد، بل أنه أحياناً يرفض الأطعمة التي يحبها لرغبته في النوم.
- استخدمي أدوات مائدة مخصصة للصغار يستطيع طفلك التعامل معها بنفسه، فالطفل عندما يبدأ في الاستقلال وتعلم تناول الطعام بمفرده تزيد شهيته ويصبح لديه ميلاً أكبر للتنويع والتغيير.
إقرأ أيضا:10 نصائح عند استخدام التتينة (اللهاية)
-
- احرصي على أن تكون أدوات الطعام مانعة للانسكاب حتى لا تتوتري أثناء تناول طفلك للطعام بمفرده وينتقل إليه هذا الإحساس فيثبط شهيته ويقلل رغبته في تناول المزيد.
- استخدمي الأطباق المقسمة فهى تفتح شهية الأطفال لأنهم يشعرون بحرية الاختيار فيأكلون مرة من هذا النوع ومرة من ذاك وهكذا، كما أنها تساعدك على عرض أكثر من نوع في الوجبة الواحدة فتضمنين لطفلك التنوع الغذائي الذي يحتاج إليه.
-
- لا يحتاج طفلك سوى لثلث الساعة ليتناول طعامه حتى لو كان نوعاً جديداً ويأخذ منك مجهوداً لإقناعه به فثلث ساعة أو نصف ساعة على أقصى تقدير تعتبر فترة كافية جداً للوجبة وأي إطالة لن تفيد.
- لا تجعلي الشكوى من عدم تناول طفلك الطعام موضوعاً للحديث مع الأصدقاء أو الأقارب أمام الطفل فهذا يزيد من عنده، على العكس تماماً أثني عليه دائماً حتى ولو تناول القليل فهذا يشجعه.
-
- لا تقدمي لطفلك كمية كبيرة من الطعام حتى لا يحبط عندما لا ينتهي منها.
- الطفل كالشخص الكبير يمل من التكرار لذا حاولي التنويع قدر الإمكان بين أنواع الخضروات والفوكه المختلفة حتى طرق الطهي والتقديم جددي فيها قدر الإمكان، أعرف أن هناك أماً ستقول أن الأصناف محدودة وليس لديها وقت للتجديد، ولها أقول حتى لو الأصناف محدودة بالنسبة لكِ جددي في شكل التقديم، بمعنى اليوم الملوخية مع أرز والمرة القادمة مع خبز ومرة أخرى بالمعلقة كالشوربة وهكذا.
إقرأ أيضا:سقط طفلي على رأسه فماذا أفعل؟
-
- تناول الغذاء خارج المنزل سلاح ذو حدين لأنه يزيد شهية طفلك وفي نفس الوقت قد يشعر بعدم الرغبة في تناول أصناف جديدة خارج المنزل، لذا أحرصي دائما على وجود علبة للطعام تضم مجموعة متنوعة من الأغذية المناسبة له إذا كنتِ ستتناولين طعامك في الخارج تحسباً لرفضه للطعام.
- أثناء إعدادك للطعام تحدثي مع طفلك لتثيري فضوله مما يشجعه على التجربة، قولي مثلاً أنا سأعد الكوسة، إنها خضراء وجميلة سأقشرها هكذا ثم اقطعها هكذا… هذه الطريقة تجذ الصغار بشدة لتناول ما شاهدوا إعداده.
-
- أمهلي طفلك الوقت الكافي فليس أهم لديكِ من إطعامه وتغذيته وإن كان وقتك ضيقاً يمكن أن تستعيني بكرسي الطعام المزود بعجلات ليتنقل الطفل معكِ في المنزل إذا كنتِ تقومين بمهامك المنزلية، ولكن لا تنسي أنك يجب أن تشاركيه تناول الطعام على قدر استطاعتك لتحفيزه وتشجيعه.
- لا تجعلي تناول الطعام معركة فيكرهه الطفل ولا تعتبري عدم إنهاء الصغير لطبقه مصيبة كبرى تستدعي الحزن أو الغضب، طالما قدمتِ له بدائل متنوعة وصحية فلا تقلقي.
-
- إذا رفض طفلك طفلك تناول كل البدائل التي قدمتيها له لا تجربي تقديم الحلوى مثلاً تحت دعوى أنها أفضل من لا شيئ، فالحقيقة لا شيئ أفضل كثيراً، انتظري بعض الوقت وأعيدي العرض، حتى لا يعرف طفلك أن مفتاح الحصول على الحلوى هو رفض الطعام.
- لا تقدمي الكيك والبسكويت كمكافأة على الطعام ففي هذا رسالة لذهن الطفل أن الحلوى هى الأفضل والألذ.
- تجنبي العصائر قبل موعد وجبة طفلك فهى تقلل من شهيته.
- إذا فقدتِ أعصابك لأن طفلك لم يتناول الطعام وتصرفتِ بشكل سيئ لا تقلقي فهذه ليست النهاية ولكن الوجبة القادمة هى الفرصة التي ستصلحين فيها خطأك ومع الوقت ستعتادين ضبط النفس في التعامل مع وقت الطعام.