أنجلينا جولي

أنجلينا جولي

أنجلينا جولي ليست أسطورة، إنها حقيقية فقط، النجمة الجميلة جدًا والنحيفة جدًا، والتي تحمل بين جيناتها مرض لعين مستتر بين الخلايا، أصدق من أن توصف بالقديسة أو الملاك رغم أنها بحسب القواميس المعتمدة يحمل اسمها معني الملاك“، إنها امرأة تشعر بوجع الآخرين ببساطة.. هذا يكفيها ويكفي جمهورها.

هكذا علمتنا أنجلينا..

إن العمل الخيري ليس موضة، وليس ستايل جديد” تتباهي به النجمات وهن يلتقطن صورًا بجوار التعساء مرتديات ملابس أنيقة وفاخرة ومحرجة جدًا في الحقيقة في مثل تلك المواقف. إنه دمعة ساخنة تنزل على الخد، حينما نرى نازح عجوز يبحث عن أمان عابر تحت خيمة، ولمسة كف ممتلئة بالعروق على كتف لاجئة هربت من الدمار، أو نظرة حنونة لطفل يتمنى أن يكمل تعليمه، وأن يجد ما يستره من البرد.. هكذا علمتنا أنجلينا..

نحن لانذهب للحزاني والمساكين كي نلتقط معهم صورًا سيلفي“، إن الأمر أكثر تعقيدًا، ويحتاج إلى إيمان حقيقي بأننا شركاء في الإنسانية فعلا، ولتأتي الصور المنمقة في مرتبة أخرى.

امرأة تعيش أكثر من حياة..

الدرس الآخر الذي تعلمه أنجلينا جولي للكل هو أن النجاح لا يحمل بعدًا واحدًا، يمكن بسهولة للمرأة أن تكون ممثلة موهوبة، ونجمة لامعة، وأما مبهرة لعدد كبير من الأطفال، وزوجة وحبيبة لا ينافسها أحد، وأن تجعل كل هذه الصفات مجرد حافز لمساعدة الآخرين، فالعمل الخيري في حياة أنجلينا ليس رفاهية أبدا، هي أصبحت تعيش أوجاع الآخرين لدرجة تجعلها لا تضع اعتبارات كثيرة للمواثيق والاعتبارات في المؤسسات الدولية، حتى لو كانت سفيرة للنوايا الحسنة. إنها أنجلينا جولي امرأة تعيش أكثر من حياة، وتكتب قصتها بأكثر من طريقة، فكيف لها أن تمتلك كل هذا الزخم وهذا التناقض في سيرتها ومسيرتها؟!

سيدة التناقضات..تعشق السلام وتربي الأفاعي!

الفتاة الصغيرة المراهقة التي كانت تعبث بحياتها تدمن المخدرات تارة وتحاول الانتحار تارة، ثم تجد رجلا أمامها فتتزوجه في عام 1996 هو الممثل جون لي ميلر وتمكث معهسنوات فقط وهي لتوها تجاوزت العشرين من عمرها، ثم تختفي لتجد آخر بعد 12شهرا فقط وتتزوجه سنوات أخرى وتتركه، ثم تمكث مع حبيبها براد بيت عشر سنوات قبل أن تفكر تتزوجه..

كانت تشبه الفتيات التي يفضلن العيش على هامش الحياة، تتسكع من بيت إلى أخر، وترتدي ملابس غريبة، إلى أن أيقنت أنها أهم من ذلك بكثير، وأن ما ينتظرها أكبر من يضيع على الطرقات، تحولت تدريجيًا إلى امرأة ناضجة وأم لجيش من الصغار، تحممهم وتختار ملابسهم، وتحمل عنهم حقائب السفر، وزوجة لرجل لا تبخل عليه بنظرات رومانسية علنية تقطر حبًا وشغفًا، لكن هل نسيت أنجلينا غرامها القديم بالأشياء الغريبة، والغامضة؟ إنها امرأة تحمل في طياتها كل المتناقضات التي هي سر حياتها في الحقيقة.

من يصدق أن نجمة الجمال والرقة والتي تبعث بابتساماتها وجولاتها الانسانية الحياة لأسر وعوائل كثيرة تملك في حياتها هواية عجيبة تتلخص في جمع كل وسائل فناء الحياةمن مسدسات غريبة، وسكاكين بأشكال مختلفة، كما أنها تحب الحيوانات الزاحفة وكانت تسمي سحليتها المفضلة فلاديمير” كما أنها تعشق مظهر الأفاعي وتحتفظ بواحدة منها أيضا بل أنها كانت تهوى جمع الزواحف في قارورات منذ أن كنت طفلة، حيوانات تكفى سريتها فقط لبث الرعب في نفوس السامعين.. كيف يمكن لباعثة الأمل والسلام، أن تبحث عن أدوات القتل والانتقام بشغف، هل أنت بحاجة إلى طبيب نفسي يا أنجي، أم أنت تحنين لمهنتك القديمة وهي تنظيم الجنازات، هل أنت المرأة الشرسة بطلة “Mr and Mrs Smith”، أم أنت الأم الباكية التي يتقطع صوتها وهي تنهج باحثة عن الابن المفقود وناسجة في خيالها قصصًا وحكيات عن تفاصيل يومه فيChangeling؟

الأم الحنونة التي تكره العناق!

قالت أنجلينا في وقت سابق، إن أطفالها علموها التواضع، فهل كانت متغطرسة قليلا؟، هي مثلا لا تحب العناق، لا تسعد أبدًا بأن تحتضن شخصا ما حتى لو كان بمعزة والدتها أو الدها، تجد الأمر منفرا كثيرًا، هي أيضًا كانت على خلاف شهير مع والدها الممثل الحائز على الأوسكار جون فويت، بل إنها قاطعته لأنه لا يحفظ أسماء أبناءها الستة، وأحرجها في أكثر من مناسبة، كما أنها رفعت دعوى للتخلص من اسمه بشكل رسمي في عام 2002،

في الحقيقة أنجلينا تلم شمل الأسر، لكن مابالها لا تعرف كيف تلم شملها على أبيها، خصوصا بعد أن فقدت والدتها مارشلين برتلاند التي كانت ممثلة مغمورة أيضًا، وعارضة أزياء، ببساطة يمكن أن نقول أنها لم تعش طفولة سعيدة بعد انفصل أبويها وهي لاتزال في المهد حيث كان عمرها عام واحد فقط وهو ما جعلها تنخرط في أنشطة غريبة مثل انضمامها لعصابة فتيات التقبيل” بمدرستها وهي صغيرة، حيث كانت تقبل الفتيان بالقوة، وفيما بعد طردت الطالبة التي كانت تصف نفسها بالشريرة من المدرسة!

العالم كله يسكن في دمائها..

يقولون أن الفتاة العسراء تمتلك سحرًا وجاذبية لاتخطئها عين، وأنها محظوظة دونا عن أقرانها، ونحن نضيف وهي غامضة ورمادية أيضا وربما هذا ما يزيدها سحرا، فالسيدة الفاتنة تجمع كل مايدعو للتساؤل نظرة عين تجلب من أمامها رأسا ليتسمر أمامها، وقوام فارع يخطو بدلال وهدوء وتلقائية أيضًا، وثقة بالنفس وبالأنوثة مستحقة تمامًا، لكنها أيضا تشعرك أنها ليست سهلة إلى هذا الحد، إنها قد تكون شريرة تمامًا، وملائكية تمامًا في الوقت نفسه على حسب الشخص الذي تواجه إنه تطرف برج  الجوزاء فهي من مواليد  الرابع من شهر يونيو، البرج الهوائي الذي يثير وراء مزاجه، ويحمل تبايانات قد تصيب من أمامه بالذهول، حيث تسعى إلى الأمل والحب والسلام، ولكنها تكن معزة خاصة للون مثل الأسود القاتم بكل ما يوحي به من حزن ويأس.

هي تحب بتطرف شديد وتكره بنفس درجة التطرف المخيفة. هي أيضًا تبدو كامرأة متنازع عليها من قبل كل الجنسيات تشعر أن العالم كله يسكن في دماءها حرفيا، وأن لديها في كل القارات نصيب  حيث أنها ولدت في الولايات المتحدة الأمريكية ولديها أطفال أمريكيون أيضا من زوجها براد بيت وثلاثة أخرون بالتبني من كمبوديا واثيوبيا وفيتينام بالإضافة إلى أصول والدها من أصول تشيكسلوفاكية وألمانية، ووالدتها تنحدر من أصول فرنسية، فالكون يبدو تحت قدمي تلك المرأة

إغلاق
error: Content is protected !!