الأوقات المثالية لتناول الوجبات

الأوقات المثالية لتناول الوجبات

لا تتعلق التغذيه الصحية فقط علي نوعية الطعام الذي نتناوله ولكنها تتعلق أيضا بتوقيت تناول الطعام . لذلك ظهر في ثمانينات القرن الماضي ما يسمي بـ ” التغذيه المزمنه” أو “الغذاء الموقوت” أو “chrono-nutrition” علي يد الطبيب الفرنسي آلان ديلابو والذي أطلق الأبحاث والدراسات عن الأوقات المثالية لتناول الوجبات.

تبحث التغذية المزمنة في كيفية تأثير توقيت الأكل على التغذية والنتائج الصحية. كما استكشف علماء التغذية تأثير تكرار الوجبات ، وتخطي الوجبة ، والمدة الزمنية بين أول وآخر حدث يومي لتناول الطعام ، والصيام الدوري أو تقييد الطاقة ، وتوزيع السعرات الحرارية على مدار اليوم. بدأت هذه التحقيقات في بناء مجموعة من الأدلة التي توضح كيف أن توقيت تناول الطعام قد يكون له تأثيره المستقل على النتائج الصحية ، من إدارة الوزن إلى التمثيل الغذائي إلى مخاطر الإصابة بالأمراض الخطيرة.

اهم الوجبات وتوقيتاتها والكميات المناسبة لكل منها

بصفة عامه فإن تناول وجبة الإفطار هو اكثر ما يعمل علي مكافحة زيادة الوزن علي المدى الطويل. كما أن الدراسات تشير إلي ان تناول كميات أقل من الطعام (وعدم تناول وجبات خفيفة). علاوة علي تناول وجبة الإفطار وتناول أكبر وجبة في الصباح قد تكون أدوات وقائية فعالة على المدى الطويل ضد زيادة الوزن”.

كما أشارت دراسة متعلقة أجراها المركز الأمريكي للتغذية ASN أن المشاركين في الدراسة و الذين قضوا عادةً أطول فترة صيام بين عشية وضحاها (18 ساعة أو أكثر). كانوا أكثر عرضة لأن يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم أقل مقارنةً بالمشاركين الذين صيامهم طوال الليل أقصر.

ما سبق يعني باختصار أن الاهتمام بتناول وجبة الإفطار وزيادة كمية هذه الوجبة . بالإضافة إلي التوقف عن الوجبات الخفيفة فيما بين الإفطار والغداء. ثم الانتظار لما لا يقل عن 8 ساعات إلي 16 ساعة لتناول الوجبة التالية. ذلك سوف يكون له تأثير مباشر وإيجابي علي تقليل مؤشر كتلة الجسم.

أما بالنسبة لوجبة الغداء فهي وجبة أساسية كالإفطار ومن المهم للغاية أن تحتوي علي قدر مناسب من البروتينات . وإذا كان تناول وجبة الإفطار يكون في السابعة إلي العاشرة صباحا علي أقصي تقدير. فإن الغداء يجب ان يكون ما بين الثالثة إلي السادسة مساءاً.

“لا أحد ينام بدون عشاء” هذه المقولة او المثل المتوارث نفهم منه أن العشاء ربما يكون وجبة للرفاهية. حيث أن الفقير قد لا يجد ما ياكله للعشاء بالتالي أصبحت هذه الوجبة للقادرين عليها فقط. بينما الأطباء وعلماء التغذية قد نصحوا بأن تفادي وجبة العشاء إن لم نكن جائعين هو السبيل الأمثل لصحة جيدة. كما يقول الكثير منا الجملة الشهيرة ” سوف أنام خفيفا” . وفي الجملة السابقة الكثير من الصدق والصحة. علي الرغم من ذلك وإذا أحس الشخص بالجوع ليلا فيمكنه تناول وجبة قليلة الدهون غنية بالألياف مع مشروب ساخن بدون سكر. والأوقات المثالية لتناول العشاء تكون قبل ثلاثة ساعات من النوم.

صيام رمضان وتعزيز الأوقات المثالية لتناول الوجبات

الصيام خلال شهر رمضان يستلزم الامتناع عن الأكل والشرب بين الفجر والغروب مما يصاحبه تحول كبير في أوقات الوجبات وأنماطها مع التغيرات المصاحبة في العديد من الهرمونات والإيقاع اليومي بشكل عام.

وكانت المجلة الأمريكية للتغذية السريرية قد أجرت أبحاثاً عن تأثير الصيام علي الصحة وخاصة فيما يتعلق بالأوقات المثالية لتناول الوجبات . وكانت نتائج الأبحاث التي أجريت علي 29 رجل وامرأه يتمتعون في الأصل بصحة جيدة ولا يعانون من السمنة. والمذهل أن البحث الذي تم إجراؤه لم يكتشف أية تغيرات علي معدل التمثيل الغذائي أو تغيرات في الوزن كما أنه لم يكن هناك أي اختلاف في معدل ضربات القلب . ذلك بفضل التباعد ما بين الوجبات الذي يحدث أثناء صيام شهر رمضان. وصدق رسول الله صلي الله علية وسلم حين قال “صوموا تصحُّوا” أي أن في الصيام فوائد ومغانم للصحة.

إغلاق
error: Content is protected !!