الحب في زمن الكوليرا

الحب في زمن الكوليرا

الحب في زمن الكوليرا رائعة من روائع الكاتب الكوبي ( غابرييل غارسيا ماركز ) ، وقبل التطرق إلى الحديث عن هذه الرواية ، سألقي الضوء على بعض من حياة هذا الروائي العظيم .

غابرييل غارسيا ماركيز هو ناشطٌ سياسي ، وصحفي وروائي كوبي ولد في السادس من آذارعام 1927م في أراكاتاكا في كولومبيا ، حصل ماركيز على جائزة نوبل للسلام عام 1982م ، بالإضافة للعديد من الجوائز حول العالم ، وكانت خسارة الساحة الأدبية كبيرة عند وفاته في مدينة مكسيكو في السابع عشر من نيسان عام 2014م .

من أشهر أعماله بالإضافة لحب في زمن الكوليرا ، مئة عام من العزلة ، ذكرى عاهراتي الحزينات ، خريف البطريرك ، عن الحب وشياطين أخرى ، جنازة الأم الكبيرة وغيرها من الأعمال الروائية والقصصية التي ذاع سيطها وترجمت لكافة لغات العالم .

الحب في زمن الكوليرا :

نشرت رواية الحب في زمن الكوليرا عام 1985م ، وتدور أحداثها حول قصة حب بين رجل وامرأة ابتدأ في سن المراهقة وبقي هذا الحب متأججا حتى بلوغهما العقد السابع من عمريهما ، وما تضمنته تلك السنين الطوال من أحداث كالحروب الأهلية التي اشتعلت بالكاريبي ، والتطورات التكنلوجية الضخمة ، وتأثير هذا التطور على نهر مجدولينا في نهاية القرن التاسع عشر ، والتغييرات التي حدثت حول العالم من حروب ومجاعات وأمراض وتطورات ، وفي شتى نواحي الحياة الإقتصادية والأدبية والديموغرافية .

الحقبة الزمانية لبدأ أحداث الرواية هي نهاية القرن التاسع عشر ، في إحدى قرى الكاريبي تعاهد شاب يعمل عامل تلغراف ، وفتاة غاية في الجمال ، تعاهدا على الزواج وأقسما على دوام الحب مدى الحياة ، وفي السنين الأولى كانت حياة كل منهما هي للآخر ، لكن الفتاة وتدعى ( فيرمينا ) تزوجت من طبيبٍ شهير .

كان مصير العاشق التعيس ( فلورينتينو ) بأن يأخذ العهد على نفسه بأن يكون من المشاهير عن طريق العمل على تكوين ثروة حتى يصبح جديرا بالفتاة التي أقسم على حبها على مدى العمر ، وتدور أحداث الرواية حول هذا الإصرار للشاب على تحقيق هدفه للإنتصار للحب على مدار خمسين عاما ، ويتعجل عرض الزواج على فيرمينا في يوم وفاة زوجها من ما جعلها تقدم على طرده بكيلٍ من الشتائم ، وبالرغم من هذا لم يتراجع عن حلمه من الإقتران بها ، فأرسل لها رسائل يحدثها عن الحياة والشيخوخة والزواج ، وتنال تلك الرسائل رضاها لتتقبل الشيخوخة وانتظار الموت بشكل أفضل ، وفي البداية كان قبولها له كصديق يتبادلا أطراف الحديث والتأملات ، أما هو فقد كان ما يزال يرى فيها حلم العمر والحبيبة بالرغم من ذبولها وتغير مظهرها لبلوغها السبعين من العمر ، وشجعها ابنها على قبول فلورينتينو وسعد بتلك العلاقة التي ستخرج والدته من عزلتها مع رفيقها الذي يساويها بالعمر ، ولكن تلك العلاقة لا ترضي ابنتها لوصفها الحب في هذا العمر هو قذارة ، الأمر الذي حذا بفيرمينا إلى طرد ابنتها من البيت .

اكتشفت فيرمينا بأنها لا تزال تحب فلورينتينو عن دعوة الأخير لها لنزهةٍ بحرية على متن سفينة ، فوافقت على مرافقته لتلك النزهة ، وهناك اقترب منها أكثر فأكثر فأدركت هي بأنها لا تزال تكن له مشاعر الحب بالرغم من بلوغها السبعين من العمر ، بعد اعتقادها بألأن هذا العمر لا يصلح للحب ، وكان فلورينتينو يريد الإختلاء بحبيبته ، فأشاع في السفينة بأن عليها وباء الكوليرا ليتخلص من المسافرين ، ومن هنا لا تنتهي تلك الرحلة ، فأعلنت السلطات الحجر على السفينة لتستمر رحلتها جيئةُ وذهابا عبر النهر حاملةً لشعار الوباء ، ولا تتوقف إلا للتزود بالوقود دون أن ترسو في أي مكان ، ولم يولي العاشقان اهتماما لهذا الأمر ، وكان شعورهما بأنهما قد وصلا لأفضل مرحلة لما وراء الحب ، وهي مرحلة الحب لذات الحب .

من أجمل ما قرأته في هذه الرواية الرائعة : ( علمته الشيء الوحيد الذي عليه أن يتعلمه عن الحب وهو أن لا أحد يستطيع تعليم الآخرين الحياة ) .

إغلاق
error: Content is protected !!