شعر عن الربيع

شعر عن الربيع

بعد أن يلملم الشتاء بساطه الأبيض، ليرحل في هدوء حاني، يترك البراعم للشمس تداعبها بشعاع دافئ، وبغنج تزهر حالمة وتعطّر الجو بأريج يحمل للنفس جميل المعاني، وهنا في هذا المقال جمعتُ لكم أجمل الأشعر عن الربيع أتمنى أنّ تنال اعجابكم.

شعر عن الربيع

مرحى ومرحى يا ربيع العامِأشرق فدْتك مشارقُ الأيامِ

بعد الشتاء وبعد طولِ عبوسهأرِنا بشاشةَ ثغرِكَ البسّامِ

وابعث لنا أرجَ النسيمِ معطراًمتخطراً كخواطر الأحلامِ.

وَرَدَ الرَّبيعُ، فمرحَباً بوُرُودِهِ،وبنُورِ بَهجَتِهِ، ونَوْرِ وُرُودِهِ

وبحُسنِ مَنظَرِهِ وطيبِ نَسيمِهِ،وأنيقِ ملبسهِ ووشي برودهِ

فصلٌ، إذا افتخرَ الزمانُ، فإنهُإنسانُ مُقلَتِهِ، وبَيتُ قَصيدِهِ

يُغني المِزاجَ عن العِلاجِ نَسيمُهُ،باللطفِ عندَ هبوبهِ وركودهِ

يا حبذا أزهارهُ وثمارهُ،ونباتُ ناجمهِ، وحبُّ حصيدهِ

وتَجاوُبُ الأطيارِ في أشجارِهِ،كَبَناتِ مَعبَدَ في مَواجِبِ عُودِهِ

والغصنُ قد كُسِيَ الغَلائلَ، بعدَماأخَذَتْ يَدا كانونَ في تَجرِيدِهِ

نالَ الصِّبَا بعدَ المَشيبِ، وقد جَرَىماءُ الشبيبة ِ في منابتِ عودهِ

والوردُ في أعلى الغصونِ، كأنهُملكٌ تحفّ بهِ سراة ُ جنودهِ.

جاء الربيع فماس الكون ترحيباوغنت الورقفوق الأيك تطريباً

وصارت الأرض مخضراً جوانبهابالنبت تلقاه مفروشا ومنصوباً

فلو نظرت ضحى نحو الرياض ومافيها من الحسن مبثوثاً ومسكوباً

وطالعت عينك الأزهار باسمةوالطير صادحة والماء مصبوباً

أيقنت أن الربيع الغض مؤتلقامغنى من الخلد لكن ليس محجوباً

ثم أرتمت عنك آلام الحياة كماقد أسعد الأمل المحبوب مكروباً

فهل غدوت إلى أعشاب مشجرةكيما ترى بكمال العيش مصحوباً

ورحت تنظر تصعيدا إلى أفقناء وطورا إلى الاشجار تصويباً

وأبصرت عينك الغدرانصافيةتصطف من حولها الأزهار ترتيباً

لأنت نشوان رحب الصدر حين ترىوجه السماء بوجه الأرض مقلوباً

عاد الربيع فغنى الطير مبتهجاً

في الروض يشدو بأنغام وألحان

الارض خضراء والاشجار مائلة

والورد مبتسم في كل بستان

والشمس سافرة والريح عاطرة

والكون يبدو لنا في ثوب فرحان

عاد الربيع فهيا يا رفاق له

ان الربيع ينادي كل انسان

يا شاعر الأزهار والأغصانهل أنت ملتهب الحشا أو هاني

ماذا تغنّي، من تناجي في الغناو لمن تبوح بكامن الوجدان؟

هذا نشيدك يستفيض صبابةحرّى كأشواق المحبّ العاني

في صوتك الرقراق فنّ مترفلكن وراء الصوت فنّ ثاني

كم ترسل الألحان بيضاً إنّماخلف اللّحون البيض دمع قاني

هل أنت تبكي أم تغرّد في الرباأم في بكاك معازف وأغاني

يا طائر الإنشاد ما تشدو ومنأوحى إليك عرائس الألحان

أبدا تغنّي للأزاهر والسناو تحاور الأنسام في الأفنان

وتظلّ تبتكر الغنا وتزفّهمن جوّ بستان إلى بستان

وتذوب في عرش الجمال قصائداخرسا وتستوحي الجمال معاني

لا الحزن ينسيك النشيد ولا الهنابوركت يابن الفن من فنّان

خلع الربيع على الثرى من وشيهحللاً يظل بها الثرى يتخيل

نور إذا مرت الصبا فيه الندىخلت الزبرجد بالفريد يفصل

فكأنها طورا عيون ضواحكوكأنها طورا عيون همل

يا بن الرياض وأنت أبلغ منشدغرّد وخلّ الصمت للإنسان

واهتف كما تهوى ففنّك كلّهحبّ وإيمان وعن إيمان

دنياك يا طير الربيع صحيفهذهبيّة الأشكال والألوان

وخميلة خرساً يترجم صمتهاعطر الزهور إلى النسيم الواني

والزهر حولك في الغصون كأنّهشعر الحياة مبعثر الأوزان

والعشب يرتجل الزهور حوالماو يرفّ بالظل الوديع الحاني

وطفولة الأغصان راقصة الصبافرحاً ودنياها صبا وأماني

والحبّ يشدو في شفاه الزهر فيلغة الطيور وفي فم الغدران

والورد يدمى بالغرام كأنّهمن حرقة الذكرى قلوب غواني

بروضة صبغت أيدي الربيع لهابرودها وكستها وشيها عدن

عاجت عليها مطايا الغيث مسبلةلهن في ضحكات أدمع هتن

كأنما البين يبكيها ويضحكهاوصل حباها به من بعده سكن

فولدت صفرا أثوابها خضرأحشاؤهن لأحشاء الندى وطن

أما ترى الروض قد لاحت زخارفهونشرت في رباه الريط والحلل

وجاءه هاطل سحت مدامعهفي وشيه فزهاه المسبل الهطل

واعتم بالأرجوان النبت منه فمايبدو لنا منه إلا مونق خضل

والنرجس الغض يرنو من محاجرهإلى الورى مقل تحيا بها المقل

تبر حواه لجين فوق أعمدةمن الزبرجد فيها الزهر مكتهل

فعج بنا نصطبح يا صاح صافيةصهباء في كأسها من لمعها شعل

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكامن الحسن حتى كاد أن يتكلماً

وقد نبه النيروز في غلس الدجىأوائل ورد كن بالأمس نوماً

يفتقه برد الندى فكأنهيبث حديثاً كان قبل مكتماً

يا طائر الإلهام ما اسماك عنلهو الورى وعن الحطام الفاني

تحيا كما تهوى الحياة مغرّدامترفّعا عن شهوة الأبدان

لم تستكن للصمت ؛ لم تذغن لهبل أنت فوق الصمت والإذغان

هذي الطبيعة أنت شاعر حسنهاتروي معانيها بسحر بيان

ترجمت أسرار الطبيعة نغمةأبديّة في صوتك الرنّان

وعزفت فلسفة الربيع قصيدةخضرا من الأزهار والريحان

هذا ربيع الحبّ يملي شعرهفتنا معطّرة على الأكوان

يصبو ودنيا الحبّ في أفيائهتصبو على إشراقه الفتّان

الفنّ فنّك يا ربيع الحبّ ياسحر الوجود وفتنة الأزمان

فصلُ الربيع به الروضاتُ تزدهرُ بعبقهالورد في الساحات ينتشرُ

بحسنه الزهر في الدوحات عطَّرهاجمالهاالعذب فيه المرتقى العَطِرُ

ويبسط الفلَّ والريحان يسطرهابدائعالعطر بالألوان تُسْتَطرُ

براعم الروض في الأغصان نضرتهابهاثوى الطير والألوانُ والصورُ

وأشرق الكون في فصل بفطرتهتألق الغرس والتيجان والثمرُ

ألا له الحمد رب العرش خالقناتبارك الله ذو الآلاء مقتدرُ

تفتَّح الزهر في أكمام قدرتهيعانق الجو فيه الودق والمطرُ

وينشر الطيب في أرجاء عيشتنايصافح الروحَ إغداقٌ له نضرُ

تبارك الله ذو الآيات يبعثهاعلى مدى الدهر في آلاءها عبرُ

بها اجتلى الناسُ في الإنبات قدرتهكسى به الأرض إنبات له خَضِرُ

إذا أتى الفصل بالتفصيل يسعدناربيعه العذب بالإزهار مزدهرُ

وتصطفي العينُ في آثار طلعتهمباهج الخير بالخيرات تنهمرُ

كأنما الأرض في أفراح زهوتهاعرائس الحسن بالإحسان تنفطرُ

بجيدها الورد باقات ببهجتهتتابع السعد والألاءُ والدررُ

ربيعنا الحلو تأتينا حلاوتهبها انتشى الجو والآفاق والبَشَرُ

وغرد الطيرُ ألحانا يقسمهابعوده الغض يشجيناً به الوترُ

بليله البدر في إجلال نضرتهيشارك الناس ما قلوا وما كثروا

فإنما البدر بالأنوار فرحتهبها زها الليلُ بالأفراح والسهرُ

يا أيها القلب في ريعان نشأتهأمامك الحسنُ والزينات تنتظرُ

هذا الربيع به الإنسان في غدقٍبين المروج بها الأفنانُ والشجرُ

هذا الجمال به الأرواح في رَغَدٍحلَّ الربيع به الأكوان تزدهرُ

فجددوا الحب للأزهار وانتعشوابوردة الود في الأشواق وانتشروا

وعمروا النفس بالأخلاق تنفعهاوضمخوا الروح بالريحان واعتمروا

وأصلحوا القلب والوجدان والتزمواشريعة الله طول الدهر تنتصروا

ربيعنا العذب في إقدام أمتنابنهضة الرشد لا يبقى بها خورُ

وعودة القدس قدس الطهر في شممبثورةالبأس بالثوار تقتدرُ

فإنما العيش للأحرار ما اتخذواوسائل النصر لا تبقي ولا تذرُ

ثم الصلاة على الهادي ودوحتهماجَنَّ ليلُ الدجى.. ما أشرق القمرُ !!

الرييع

شباب االزمان .

الربيع الطلق آت

بعد فصل المعصرات

يملأ الدنيا جمالاً

بورود زاهيات

ويطيب الجو فيه

بعبير النسمات

تكتسي كل الروابي

برد زهر ونبات

أين من عذب السواقي

بين نهر وقناة

تنسج الخصب شبيهاً

ببساط الحفلات

هذه الطير تغنت

بلحون شاجيات

والفراشات تباهت

بثياب زاهيات

والنحيلات تنادت

لرحيق الزهرات

كل ما في الكون يبدو

مستهيماً بالحياة

فالربيع الطلق فصل

من فصول المكرمات

يتجلى فيه حقاً

فضل رب الكائنات.

إغلاق
error: Content is protected !!