شعر عن المطر

شعر عن المطر

المطر

المطر هو هبة السماء من الله تعالى للأرض ،وقبلة تجعلها دافئة تعطي الخير الكثير للبشر وذلك يعني السخاء والحنان وإخضرار الأوراق وتفتح البراعم والأمل بربيع متجدد يجعل الحياة أكثر إشراقاً وجمالاً،هو فرحة الأطفال وأمل الحصادين بموسم عطاء وخير، حيث يأتي بعده ربيع يحقق الآمال، وتكتسي الأرض برداء أخضر جميل يفرح به الإنسان.

كلمة مطر تعطيك الإحساس بتدفق في كل شيء من المشاعر والأحاسيس والرقة والشفافية فهو كلمة شاعرية استلهم منها الشعراء قصائدهم في الحب والجمال والعطاء هو النور الذي يضيء لأرض، و يشعرك المطر بنقاء وصفاء كل شيء حولك، فيجعل المحبين يعيشون في عالم من الأحلام الوردية فيتخيل المحب نفسه ممسكاً بيد حبيبته ويسيران في عالم جميل تحت قطراته العذبة.

شعر عن المطر

عاد المطر يا حبيبة المطر لنزار قباني

عاد المطرُ، يا حبيبة َ المطرْ..

كالمجنون أخرج إلى الشرفة لأستقبلهْ

وكالمجنون، أتركه يبلل وجهي..

وثيابي..

ويحولني إلى اسفنجة بحرية..

المطر..

يعني عودة الضباب، والقراميد المبللة

والمواعيد المبللة..

يعني عودتك.. وعودة الشعر

أيلول.. يعني عودة يدينا إلى الالتصاقْ

فطوال أشهر الصيف..

كانت يدكِ مسافرة..

أيلول..

يعني عودةَ فمك، وشَعْرك

ومعاطفك، قفازاتك

وعطركِ الهندي الذي يخترقني كالسيفْ.

المطر.. يتساقط كأغنية متوحشة

ومطركِ..

يتساقط في داخلي

كقرع الطبول الإفريقية

يتساقط..

كسهام الهنود الحُمرْ..

حبي لكِ على صوت المطرْ..

يأخذ شكلاً آخر..

يصير سنجاباً.

يصير مهراً عربياً..

يصير بجعة ً تسبح في ضوء القمرْ..

كلما اشتدَّ صوتُ المطرْ..

وصارت السماء ستارة ً من القطيفة الرمادية.

أخرجُ كخروفٍ إلى المراعي

أبحث عن الحشائش الطازجة

وعن رائحتك..

التي هاجرتْ مع الصيف

المطر حنّت رعوده لحسين علي العتيبي

المطر حنّت رعوده وإلتعج برّاقه

صدّق وهذا أوله فوق الثرى دفاقي

جاء سحابه حادرٍ ممْلي تدلاّ أعناقه

وانتثر هملوله وساق وسقى وإنساقي

مرحبابه عدْ عينٍ للحيا مشتاقة

مرحبا يا إمفرّج الضيقه على من ضاقي

يا هماليله تساقي وأرفقي بإدفاقه

أسقي الارض المحيله والثرا مشتاقي

قالوا ان الوسم قفّا والوسوم إشفاقه

قلت ربي يا عرب هو كافل الأرزاقي

الكريم اللي يجود ولا بخل بأرزاقه

بأمره إتْلم المزون ويلعج البرّاقي

هذي امزونه تهامل والحيا بإشراقه

كل وادي سال حتى القاع صارت ساقي

وامتلت كل الخباري من زلال أوداقه

لين عقب اسبوع بيّن باذره وادقاقي

ابشروا يا أهل المواشي لا إكتسا بإرناقه

ليتني ما بعت في هاك السنين إنياقي

جتْ مناة اللي شفوفه من شفوف إنياقه

ابدويٍ للفياض المخْضره عشّاقي

يوم شاف الوسم صدّق زال عنْه ارهاقه

من يلومه غير خبْلٍ خافقه ما تاقي

ميتٍ قلبه وعايش في زمانه عاقة

شفْ باله لبسه وتسكّع الأسواقي

جعل جنسه في تناقص قاطعين الساقة

لين ما يبقا لهم بين الخلايق باقي

الحيا نبته لقلبي سجّته وأشواقه

شوفته تبهجني وتبعد هموم أعماقي

بكره إليا نوّر النوّار بين أوراقه

واكتست جرد الفيافي هي تراها أشواقي

والدلال وشبْ نارٍ بالدجا شعّاقه

وسط روضٍ ريح نبته ينعش الخفّاقي

بين خطلان اليدين إمْتيّهين الناقه

لابةٍ بين القبايل مستواها راقي

سجّةٍ تبعد هموم المشْتحن وإغلاقه

والمدينه بالحيا مالي عليها أخلاقي

هالليالي وقتها بين الليال اذواقه

ما تعد من العمار بسجّة الأرفاقي

من تطوفه والله انه ما تزين أخلاقه

لين يمشي وسط روضٍ زاهي الأرناقي

أنشودة المطر لبدر شاكر السياب

عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ

أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ

عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ

وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ…كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ

يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ

كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا، النُّجُومْ

وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ

كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَهُ المَسَاء

دِفءُ الشِّتَاءِ فِيهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف

وَالمَوْتُ، وَالميلادُ، والظلامُ، وَالضِّيَاء

فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي، رَعْشَةُ البُكَاء

كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر

كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ

وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر

وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم

وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر

أُنْشُودَةُ المَطَر…

مَطَر…

مَطَر…

مَطَر…

تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ، وَالغُيُومُ مَا تَزَال

تَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ

كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام

بِأنَّ أمَّهُ – التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ

فَلَمْ يَجِدْهَا، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال

قَالوا لَهُ : ” بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ.. ” –

لا بدَّ أنْ تَعُودْ

وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّها هُنَاكْ

في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ

تَسفُّ مِنْ تُرَابِهَا وَتَشْرَبُ المَطَر

كَأنَّ صَيَّادَاً حَزِينَاً يَجْمَعُ الشِّبَاك

وَيَنْثُرُ الغِنَاءَ حَيْثُ يَأْفلُ القَمَرْ

مَطَر…

مَطَر…

أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر

وَكَيْفَ تَنْشج المزاريبُ إذا انْهَمَر

وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ

بِلا انْتِهَاءٍ – كَالدَّمِ الْمُرَاقِ، كَالْجِياع

كَالْحُبِّ، كَالأطْفَالِ، كَالْمَوْتَى – هُوَ الْمَطَر !

وَمُقْلَتَاكِ بِي تُطِيفَانِ مَعِ الْمَطَر

وَعَبْرَ أَمْوَاجِ الخَلِيج تَمْسَحُ البُرُوقْ

سَوَاحِلَ العِرَاقِ بِالنُّجُومِ وَالْمَحَار

كَأَنَّهَا تَهمُّ بِالشُّرُوق

فَيَسْحَب الليلُ عليها مِنْ دَمٍ دِثَارْ.

أصيح بالخليج: “يا خليجْ يا واهبَ اللؤلؤ، والمحار، والردى!”

فيرجعُ الصَّدَى

كأنَّه النشيجْ:

” يَا خَلِيجْ يَا وَاهِبَ المَحَارِ وَالرَّدَى…”

أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ

ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ

حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ

لم تترك الرياحُ من ثمودْ

في الوادِ من أثرْ

أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر

وأسمع القرى تَئِنُّ، والمهاجرين

يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع

عَوَاصِفَ الخليج، والرُّعُودَ، منشدين:

مَطَر…

مَطَر…

مَطَر…

وفي العِرَاقِ جُوعْ

وينثر الغلالَ فيه مَوْسِمُ الحصادْ

لتشبعَ الغِرْبَان والجراد

وتطحن الشّوان والحَجَر

رِحَىً تَدُورُ في الحقول … حولها بَشَرْ

مَطَر…

مَطَر…

مَطَر…

وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الرَّحِيلِ، مِنْ دُمُوعْ

ثُمَّ اعْتَلَلْنَا – خَوْفَ أَنْ نُلامَ – بِالمَطَر…

مَطَر…

مَطَر…

وَمُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَاً، كَانَتِ السَّمَاء

تَغِيمُ في الشِّتَاء

وَيَهْطُل المَطَر

وَكُلَّ عَامٍ – حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ

مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ.

مَطَر…

مَطَر…

مَطَر…

في كُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ المَطَر

حَمْرَاءُ أَوْ صَفْرَاءُ مِنْ أَجِنَّةِ الزَّهَرْ

وَكُلّ دَمْعَةٍ مِنَ الجيَاعِ وَالعُرَاة

وَكُلّ قَطْرَةٍ تُرَاقُ مِنْ دَمِ العَبِيدْ

فَهيَ ابْتِسَامٌ في انْتِظَارِ مَبْسَمٍ جَدِيد

أوْ حُلْمَةٌ تَوَرَّدَتْ عَلَى فَمِ الوَلِيدْ

في عَالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ، وَاهِب الحَيَاة !

مَطَر…

مَطَر…

مَطَر…

سيُعْشِبُ العِرَاقُ بِالمَطَر… “

أصِيحُ بالخليج: ” يا خَلِيجْ…

يا واهبَ اللؤلؤ، والمحار، والردى ! “

فيرجعُ الصَّدَى

كأنَّهُ النشيجْ:

“يا خليجْ يا واهبَ المحارِ والردى”

وينثر الخليجُ من هِبَاتِهِ الكِثَارْ

عَلَى الرِّمَالِ: رغوه الأُجَاجَ، والمحار

وما تبقَّى من عظام بائسٍ غريق

من المهاجرين ظلّ يشرب الردى

من لُجَّة الخليج والقرار

وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ

من زهرة يربُّها الرفاتُ بالندى.

وأسمعُ الصَّدَى

يرنُّ في الخليج

مطر.

مطر..

مطر…

في كلِّ قطرةٍ من المطرْ

حمراءُ أو صفراءُ من أَجِنَّةِ الزَّهَرْ.

وكلّ دمعة من الجياع والعراة

وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد

أو حُلْمَةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ

في عالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ، واهب الحياة

يَهْطُلُ المَطَرْ..

رائحة المطر

رغم هدوء ليالي الشتاء..!

ألا إنك تجد [ضجيجاً] داخل قلبك

أينما ذهبت..عيونك لا تحكي.. سوى الحزن، تجلس، وحيداً حائراً، بأحزانك

محملاًَ بهمومك [وأشجانك]

في غرفتك المظلمه، لاتسمع سوى، صوت وقع [المطر]

على نافذتك..!

تتناثر قطرات [ المطر ]

بهدوء ورقة

وكأنها تهمس، في آذاننا

بصوت خافت

تفاءلوا

ما زالت [الحياة] مستمره وما زال، الأمل، موجوداً

ما زالت، تلك القطرات، تنهمر

وتطرق نافذتك بلطف،

فتذهب، لتتأملها، عن قرب

وتقف، أمام، النافذه.

تراقب، جمال [ المطر ] فترتسم عليك،

[الابتسامه]…

إغلاق
error: Content is protected !!