قصيدة “سلاما أيها الوطن الجريح” عبدالرزاق عبدالواحد

قصيدة “سلاما أيها الوطن الجريح” عبدالرزاق عبدالواحد

مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريحُ ؟

 

سَـلاماً أيـُّها الوَطـَنُ الجَريحُ !

تـَشابَكَت النـِّصالُ عليكَ تَهوي

وأنتَ بكلِّ مُنعـَطـَفٍ تـَصيحُ

وَضَجَّ المَـوتُ في أهليـكَ حتى

كأنْ أشـلاؤهـُم وَرَقٌ وَريـحُ !

سَـلاماً أيـُّها الوَطـَنُ الجَريحُ

وَيا ذا المُسـتـَباحُ المُستـَبيحُ

تـَعـَثـَّرَ أهلـُه ُبَعضٌ ببَعض ٍ

ذ َبيحٌ غاصَ في دَمِه ِ ذ َبيـحُ !

وأدري..كبـرياؤكَ لا تـُدانَى

يـَطيحُ الخافِقـان ِوَلا تـَطيحُ

لذا سَتَظلُّ تـَنزفُ دونَ جَدوى

ويَشرَبُ نَزفـَكَ الزَّمَنُ القبيحُ !

سَـلاماً أيُّـها الوَطـَنُ الجَريحُ !

لزوم ما لا يَلزَم مِن الوَجَع

خـَوفاً على قلبـِكَ المَطعون ِمِن ألـَمي

سأ ُطْبـِقُ الآنَ أوراقـي على قـَلـَمي

نـَشَـرْتُ فيـكَ حياتي كلـَّهـا عَلـَماً

الآنَ هـَبْني يـَداً أطوي بهـا عَلـَمي !

يا ما حَلمتُ بِمَوتٍ فيـكَ ، يـَحملـُني

بـِه ِضَجيـجٌ مِنَ الأضواءِ والظـُلـَم ِ

أهلي ، وَصَحْبي ، وأشـعاري مُنَثـَّرَة ً

على الجَنـازَة ِ.. أصـواتاً بـِلا كـَلِم ِ

إلا ” عراق ” تـُنـاد يني .. وَها أنـَذا

أصحو بأنأى بقاع ِالأرض ِمن حُلـُمي

فأ ُبصِرُ الناس ، لا أهلي .. ولا لـُغَتي

وأ ُبصِرُ الـرّوحَ فيهـا ثـَلـْمُ مُنثـَلِم ِ

أموتُ فيكم ، ولـَو مَقطوعـَة ٌ رِئـَتي

يا لائِمي في العراقيّيـن .. لا تـَلـُم ِ!

يا بلادَ الدمـوع

لِلأسى .. لِلفراقْ

للدّماءِ التي سوفَ تَبقى تـُراقْ

إهمِلي يا دموعَ العراقْ !

مِن ذ ُرى كَرْدَه مَـنْـدْ

مِن ذ ُرى بـِيرَه مَكَرُون

تـَجري دموع ُاليَنـابيع

تـَملأ ُ أوجاعَ بـِيخال

حتى حَديثـَة َ

تـُوقِظ ُحُزنَ النـَّواعير ِ

يا وَطـَنَ الدَّمع ِ

كلُّ بيوتِ العِمارة ِتـَبكي المَرازيبُ فيها

وَفي النـّاصِريـَّة ِتـَبكي الشـَّواطيءُ

يَجري غِناءُ المُغَـنّينَ نَهراً مِن الد َّمع ِ

تَنسـابُ كلُّ الدموع ِ

وَتـَشهـَقُ في كربـَلاءْ

يا بلادَ الدمـاءْ

يا بلادَ الدموع ِالتي لا تَجفُّ

مَتى تـَغسلُ الشـَّمسُ هذا البُكاءْ ؟

إغلاق
error: Content is protected !!