يا أيها ذا الوطن المفدى |
تلق بشرا وتمل السعدا |
لم يرجع العيد مريبا إنما |
أراب قوم منك ضلوا القصدا |
يا عيد ذكر من تناسى أننا |
لم نك من آبقة العبدى |
كنا على الأصفاد أحرارا سوى |
أن الرزايا ألزمتنا حدا |
كنا نجيش من وراء عجزنا |
كمتوالي الماء لاقى سدا |
حتى تدفقنا إلى غايتنا |
تدفق الأتي أو أشدا |
وكل شعب كاسر قيوده |
بالحق ما اعتدى ولا تعدى |
فلم نكن إلا كراما ظلموا |
فاستنصفوا ولم نطش فنردى |
إني أحس في الصدور حرجا |
يقيمها وفي الزفير صهدا |
إياكم الفتنة فهي لو فشت |
في أجمات الأسد تفني الأسدا |
أما رأيتم صدأ السيف وقد |
غال الفرند ثم نال الغمدا |
فلا تفرقوا ولا تنازعوا |
أعداؤنا شوس وليسوا رمدا |
أخاف أن نمكنم منا بما |
يقضي لهم ثأرا ويشفي حقدا |
أو أن نقيم حججا دوامغا |
لهم علينا فنجيء إدا |
قد زعموا الشورى لنا مفسدة |
على صلاحها أقالوا جدا |
وهل أزلنا مستبدا واحدا |
عنا كدعواهم لنستبدا |
دعاة الاستثثار إن لم تنتهوا |
وترعووا ساء المصير جدا |
بصحة الشورى نصح كلنا |
فإن أربنا قتلتنا عمدا |
في كل شعب كثرت أجناسه |
لا شيء كالقسط يصون العقد |
تشاركوا في الحكم واختاروا له |
خيار كل ملة يستدا |
إن السراج للذي جاوره |
أجلى من النجم سنى وأهدى |
تعاونوا ترقوا فإن تنافروا |
على الحطام لم تصيبوا مجدا |
أغلى تراث في يديكم فاحرصوا |
من قدر الذخر تفادى الفقد |
دولتنا دولتنا نذكرها |
بأنفس تدمى عليها وجدا |
ألحرة المنجبة الأم التي |
بالمال تشرى والقلوب تفدى |
إخشوا علينا اليتم منها فلقد |
أرى أمر اليتم أحلى وردا |
وأنتم يا أمتي أريدكم |
عند رجائي حكمة ورشدا |
يا أمتي بالعلم ترقون العلى |
وتكسبون رفعة وحمدا |
وبالوفاق تملكون أمركم |
وتغنمون العيش طلقا رغدا |
فمن يخالف صابروه إنه |
لذاهب فراجع لا بدا |
أليس تائبا إلى حياته |
من لمح الخطب بها قد جدا |
فإن غوى أخو نهى فمهلة |
حتى يرده نهاه ردا |
متى أرى الشرقي شيئا واحدا |
كما أرى الغربي شيئا فردا |
متى أرانا أمة توافقت |
لا مللا ممتسكات شدا |
كم سبقتنا أمة فاتحدت |
وأدركت شأنا به معتدا |
قام بنوها كالعماد حولها |
فبسطوا رواقها ممتدا |
سعت إلى غايتها قصدا على |
تثبت فبلغتها قصدا |
تلك لعمري سنة نجا بها |
من قبل أقوام . . . أنتحدى |
ليأت حرصنا على البقاء أن |
جدت بنا حال ولا نجدا |
كالطلل الباقي على إقوائه |
لا عامرا يلفى ولا منهدا |
نصيحتي نظمتها ودا لكم |
ولو نثرت لم أزدها ودا |
ألفاظها ندية بأدمعي |
على التلظي والمعاني أندى |
أرسلتها مع الضمير مثلما |
جاءت وما أفرغت فيها جهدا |
إني أبالي وطني أصدقه |
وما أبالي للوشاة نقدا |